صدر عن فراديس للنشر والتوزيع ديوان قصائد الشاعر البحريني الشاب بدر عيسى الحاج، حملت المجموعة عنوان «شتاء الحب» التي أوقد فيها الشعر نيرانه، وتلظت فيها الثلوج، حتى بات شتاء الحب دفئا وسلاما على القلوب.
الشاعر من مواليد قرية سماهيج 1980، وقد عمل بمجال الصحافة وتعرف إلى أوساط ثقافية وأدبية من جيل الرواد أمثال عبدالحميد محادين - يعقوب المحرقي - يوسف حسن - علي الشرقاوي والعديد من أدباء وكتاب مملكة البحرين، ما صقل لديه موهبة أدبية، جعلت له العديد من المساهمات الأدبية والعلمية في الصحف المحلية والمجلات، وله العديد من المؤلفات والدراسات قيد الطباعة، نشر منها ديوان شتاء الحب، الذي هو الإصدار الأول للشاعر، ويحتوي على ثلاثة فصول تندرج تحت عنوان: قسوة، أمانة والبحرين.
ومن فيض شعره انتقينا النص الذي يحمل عنوان «قسوة» الذي يقول فيه:
كن قاسيا، أصلب من صخر فؤادك
هكذا يا سيدي ترضى النساء!
جوزيف بارقة الآلهة ابن جمالها
ما بال النسوة؟ شغفن بك؟
خلاّب جمالك أغراهنّ، أعمى قلوبهنّ
طغى على العينين، أسكر لبّهن
قطّعن أوصال الأكفّ، أجرين دماء
لم ترتو بكاسات الضمى يابسات الحقول
نبتت سنابل إعزازك من كوابيس
القضبان
سمانا، عجافا صاعها يملأ حبات
الفصول
طاهرا قم لا تصب لكيد اللعنة الحمقاء
لا تنظر إلى شفاه أي جميلة عذراء!
في جنح الظلام مكبلا ترنو إلى السماء
في عين كل جميلة خيانة صمّاء
أحقاد النساء غريزة يضيق بها
رحب الفضاء
جوزيف احمل حجرا حطّم قوارير العناء
على ظهر البراق ارحل سابحا إلى البعيد دون امرأة العزيز عالمك بستانٌ سعيد
كن قاسيا جوزيف أصلب من صخر
فؤادك ما تشاء
هكذا ترضى النساء... هكذا ترضى النساء!
ومن ثنايا ديوانه، كان لنا أن نختار قصيدة «ثغر» التي يقول فيها:
ثغرك الرطب
وحكايات الدموع...
والأسى!!
تهبّ من البحر العتيق
وفي البئر السحيق، ترتعش
إنسانيتي...
***
ألحاظك الكبريتية
تتنفس من جسدي..
وتغفو مخلّفة عقاربها الكئيبة
ويبلغ مسمعي صوت قطار بعيد
ويعلو كثيبا أسود، كثيفا
«لتبقي معي»
***
أناملك الجليدية؟؟
بأظفارها؟!
ما زالت تحدج في مقلتى العرش...
طفولتي
مدفونة بين ثنايا شفاهك
***
جاء ربيع التوت ينادي...
لم تسمعيه؟؟
يطلب أمطار الشتاء المتفحمة...
في زوايا السقوف...
في عتمة المزاريب الخشبية
وأعمدة الإنارة؟؟
بأضوائها؟!!
عبرت المسافات بين صدرينا
وابتعدت ساقية أشرّبة الأكاسيا
***
ثغرك قصة...
نسجت فيها الرمال قلاعا
وانداحت على روابيها القصيّة
شمس أيلول
وصفير الريح
جرجرتني أوردتي الحمراء
نحو الصحراء...
ترنحت في كل اتجاه
مع ألحان الرعيان...
مع القطعان
تبخّرت في البحر العتيق
العدد 2162 - الأربعاء 06 أغسطس 2008م الموافق 03 شعبان 1429هـ