العدد 2155 - الأربعاء 30 يوليو 2008م الموافق 26 رجب 1429هـ

التشكيل غذاء روحي والخط متنفس للوحاتي

للفن موهبة، وللتشكيل تبدأ جمالية الريشة بلوحة تسحر الأنظار وألوان زاهية تفوح منها الفكرة، فمع التشكيل والخط تمتزج الموهبتان، فاليد واحدة، وإن اختلفت الأداة فالشخص واحد. مع التشكيل وزينة الخط نتحاور مع الفنان التشكيلي عيسى الشجار.

في البداية، كل فنان يتميز بموهبة تميزه عمَّن حوله وتبدأ بسني الطفولة، فكيف كانت البداية معك؟ ومن احتضن موهبتك وشجعك؟

- بدايتي ليست عادية مثل أي طفل، فقد كنت أكره الرسم على رغم أنني متميز فيه وقد نبهتني ضربات مدرس الفن في ذلك الحين إلى أهمية الفن وضرورة الاستمرار فيه واحترامه، وكنت في ذلك اليوم قد خربشت على كل أوراق كراسة الرسم بخطوط حادة وقاسية وربما تكون هذه الخطوط بداية لرفض المواضيع المستهلكة التي نجبر على رسمها أو أنها بداية التمرد على الواقع من طفل أنس الحلم وعانقه منذ بداية عمره ثم كانت الرمال الساحلية والجدران دفاتر لأفكاري أتفنن في رسم البحر والبحارة والسفن والأم وكذلك الحيوانات الأليفة والأشجار وبيوت القرية وقد كان إلى والدتي الدور الأكبر في تشجيعي على الاستمرار وتنمية موهبتي على رغم ضيق الحال.

الفنان التشكيلي عيسى الشجار... المساحة البيضاء والفضاء النقي (اللوحة)، ماذا تعني لك؟

- ربما تشبه إلى حد بعيد الدنيا الواسعة في عيون المولود الجديد، والخطوات الأولى صعبة دائما في التعامل مع اللوحة لأني ابحث عن أبجدية مختلفة عن كل الأبجديات الفنية تميزني.

المدارس أو المذاهب الفنية، ترى هل من الضروري أن ينتمي إليها الفنان التشكيلي؟

- أولا في الواقع هي اجتهادات ويمكن أن نطلق عليها مذاهب وليست لها قاعدة خاصة أو ترتيب معين وهي تتطور بتطور الزمان والمكان وليس على الفنان أن يركن إلى أحدها ويمكن أن يستفيد منها ومن التكتيك الذي تعالج به الموضوعات المختلفة في الرسم ولكني شخصيا لا أنتمي للمدارس. لا أحب أن أنتمي. تجاربي وخصوصيتي في العمل هي مذهبي ولكني استفدت منها كثيرا.

ترى أين الخط العربي في أعمال الفنان والخطاط الشجار؟

- لدي تجارب قليلة في توظيف الحرف كرمز لقوة الكلمة ومقامها في الخطاب أو إشارة إلى الحضارة الإسلامية العريقة ولي محاولات جادة وقوية إنشاء الله سيكون للحرف فيها حضور مميز وسأعتمد عليه في بناء اللوحات القادمة.

ولكن لو لاحظنا أن لك اشتراكات في معارض للتشكيل أكثر من الخط فما هو الفرق؟

- التشكيل غذاء لي وموهبتي التي تمتزج مع الألوان في لوحة فنية، والخط يعتبر مميزا ولكن للأسف الاتجاه السائد الآن للتشكيل أكثر من الخط من قبل الجمهور وهذا ما نراه في المعارض التي تقام.

ألا تعتقد بأن للخط فنا لا يستطيع إلا الفنان التشكيلي إجادته؟

- ربما يكون الخط كفن وكتشكيل، ولكن هناك الكثير من الخطاطين المتميزين ولديهم المعارض واللوحات الفنية للخط من دون أن يكون لديهم فن التشكيل، بمعنى تركزت موههبته فقط على فنون الخط، ولكن لو امتزجت الموهبتان كان «نور على نور».

التجريد والحداثة عنوانان لكل المعرض والأعمال التي يقدمها جميع الفنانين من مختلف الأعمار الفنية، فما هو الفن واللا فن وكيف نميز بينهما؟ وأيهما أفضل بالنسبة إليك: الخط أم التشكيل؟

- التشكيل أقرب لي وليس الأفضل ولكنني من المحبين للخط بصورة فائقة كما أقوم بتدريس الخط لمن يريد أن يتعلم سواء بحرينيين أو عربا أو حتى أجانب.

الحقيقة أنا حائر منذ زمن بعيد ولا أجد أنني قادر على التمييز بين ما ذكرت، هناك تجارب جادة وسيكون لها اثر وبصمات بحرينية في العالمية وهي واعدة، وهناك تخبط وتقليد أعمى.

وللأسف الشديد اللجان المسئولة عن تقييم الأعمال في المعرض السنوي لوزارة الإعلام إما أن تكون غير مثقفة وغير متابعة للحركة التشكيلية في العالم أو أنها تتعمد التشجيع على التقليد والعودة بالفن التشكيلي إلى القديم بقبولها الأعمال المقلدة.

وفي رأيي الشخصي على الفنان أن يترفع عن التبعية للجان والجمهور فالفن التشكيلي علم له أصول وقواعد وهو يتطور مع الزمن ومتطلباته وعلينا أن نكون بمعزل عن التقليد ونستثمر جهدنا في البحث حتى نقود الجمهور واللجان معا.

ماذا يعزف الشجار بفرشاته في هذا الزمن؟

- أحاول أن ألحن سيمفونية من المفردات الحروفية والتراثية وبلون جديد.

العدد 2155 - الأربعاء 30 يوليو 2008م الموافق 26 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً