مركز الاعتقال التابع لمحكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة يوفر وسائل الراحة وفقا لأعلى معايير الأمم المتحدة للمتهمين الذين يحتجزون فيه في انتظار محاكمتهم أو صدور الحكم بحقهم أو نقلهم إلى السجن الذي سيقضون فيه عقوبتهم.
وقد انضم الزعيم السابق لصرب البوسنة رادوفان كرادجيتش المتهم بارتكاب جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية الأربعاء إلى المعتقلين الـ 42 الموجودين في الزنزانات التي تستأجرها الأمم المتحدة من الدولة الهولندية في سجن شيفنينغن الواقع عند تخوم حي راق بضاحية لاهاي.
وأوضحت محكمة الجزاء الدولية التي يعتقل 37 من متهميها في شيفنينغن، على موقعها الالكتروني أنه «في انتظار محاكمتهم تعتبر رفاهية المعتقلين الجسدية والمعنوية أمرا أولويا».
فلكل معتقل زنزانة تبقى مفتوحة خلال النهار وفيها سرير مفرد وطاولة عمل وميزان وحمام ورفوف. اما الستائر وأرضية الزنزانة فهما بلون الأزرق الذي يذكر باللون الرسمي لمحكمة الجزاء. ويسمح كذلك للسجناء بالحصول على هاتف وتلفزيون.
كما يتوفر لهم محترف فني وقاعات للرياضة ومطبخ وصالة العاب وبإمكانهم أيضا شراء بعض الحاجيات من مخزن السجن. وأخيرا هناك «غرفة زوجية» تتيح للمعتقلين الاختلاء بزوجاتهم.
وكان الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش الذي توفي في مارس/ آذار 2006، يحظى بزنزانتين لأنه كان يحتاج لمكان أوسع لترتيب ملفاته.
والى أولئك الذين يستغربون «الامتيازات» التي يحظى بها المعتقلون، تذكر إدارة السجن بمقولة افتراض البراءة حتى ثبوت الإدانة لتبرير شروط الراحة في المركز.
وقال محامي سجين نقل إلى فرنسا إن السجناء يمتنعون بعد إدانتهم عن إبداء أفضلية لجهة السجن الذي يودون قضاء عقوبتهم فيه بغية تمديد إقامتهم إلى أقصى حد في لاهاي.
ويشغل مركز الاعتقال جناحا في سجن شيفنينغن بضاحية لاهاي الواقع على تخوم حي راق، والذي استأجرته الأمم المتحدة من الدولة الهولندية.
وتستأجر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أيضا من الأمم المتحدة ست زنزانات لمعتقليها، واحدة منها شاغرة. ويوجد في إحدى الزنزانات رئيس ليبيريا السابق تشارلز تايلور.
وقد بدأت محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في يناير/ كانون الثاني أمام إحدى غرف المحكمة الخاصة بسيراليون التي تستخدم مقر المحكمة الجنائية الدولية.
وان كان معتقلو المحكمتين يتقاسمون قاعة الرياضة نفسها، فإنهم لا يلتقون أبدا إذ يمارسون الرياضة في ساعات مختلفة. كذلك فان قاعة التأمل الروحي مشتركة.
والسجن هو مبنى مشبع بالتاريخ إذ شهد تعذيب وإعدام العديد من المقاومين الهولنديين للاحتلال النازي. وتضم الأجنحة الأخرى سجناء من الحق العام ومستشفى للمعتقلين.
وتفيد شهادات عدة بأن جوا من الإخاء يسود المكان حيث يتواجه الأعداء السابقون الآن في مسابقات كرة الطاولة كما يلتقون في قاعة الرياضة أو المخزن.
لكن المعتقلين لا يستسيغيون كثيرا مطعم السجن الذي يقدم لهم أطباقا يصفونها بأنها «غذاء مستشفى عديم الطعم»، كما ذكرت الصحافية سلافنكا دراكوليتش في كتاب مخصص لمجرمي الحرب. وأثناء الأعياد ينظم المعتقلون وليمة بأنفسهم.
كما أنهم يجمعون المال لجلب كميات من المواد الغذائية من البلقان مثل اللحوم المطبوخة والخبز والحلويات وغيرها. ولا ينقص سوى كاس من نبيذ دلماسيا لكن قانون مركز الاعتقال يمنع الكحول.
العدد 2155 - الأربعاء 30 يوليو 2008م الموافق 26 رجب 1429هـ