أعرب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي أمس (الأربعاء) عن اعتقاده بأن القوى الكبرى في العالم لن تغير سياساتها تجاه إيران حتى إذا قدمت طهران تنازلات في النزاع النووي.
ووصف خامنئي الرأي الذي يقول إن تقديم إيران تنازلات بشأن برنامجها النووي سيؤدي إلى تغيير سياسات القوى الكبرى في العالم تجاهها بأنه «خاطئ وغير عقلاني بالمرة». وينتظر المجتمع الدولي حاليا رد إيران على حزمة المقترحات التي قدمها الغرب لها حديثا والتي سيكون بمقدور إيران بموجبها الاختيار بين وقف تخصيب اليورانيوم وتلقي حوافز اقتصادية في المقابل أو الاستمرار في التخصيب ومواجهة المزيد من العقوبات الاقتصادية.
ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن خامنئي قوله إن أي تنازلات تقدمها طهران في النزاع النووي ستؤدي فحسب إلى تقديم الدول الخمس التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن وألمانيا والمعروفة باسم مجموعة 5 زائد واحد المزيد من المطالب لكن خامنئي لم يوضح طبيعة هذه المطالب الجديدة.
ونقلت الإذاعة الإيرانية عن خامنئي قوله أثناء مناقشة القضية النووية «إنهم (الغرب) يعرفون أن الأمة الإيرانية تسعى لاستخدام الطاقة النووية لتوفير الكهرباء لكنهم يقولون... لأن هذا العمل يعطيك قدرات فلن نسمح به». وأضاف «الأمة الإيرانية باعتمادها على خبرتها المفيدة والمزايا التي حققتها على مدى 30 عاما من المقاومة لن تبالي بمثل هذا القول وستمضي في مسارها».
في هذه الأثناء، أكد مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشئون الأوروبية مهدي صفري أمس مواقف بلاده في ضرورة تعميق العلاقات مع الدول الأوروبية والتعاون لحل الأزمات العالمية. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) عن صفري خلال استقباله وفدا برلمانيا بريطانيا إشارته شرحه إلى موقف طهران من تعميق العلاقات مع أوروبا، مؤكدا عزم بلاده على التعاون لحل المشاكل الإقليمية.
كما شدد صفري على ضرورة تعاون الجانبين في دعم إحلال السلام والاستقرار في العراق وأفغانستان ومشاكل الشرق الأوسط، معلنا استعداد بلاده لدعم الحكومات المنتخبة في هذه الدول. وشرح سياسة بلاده في مجال مكافحة تهريب المخدرات والتعاون مع الدول الإقليمية للتصدي لهذه المشكلة الدولية.
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جيف موريل غداة لقاء في وزارة الدفاع بين وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك ونظيره الأميركي روبرت غيتس، «أعتقد أن الإسرائيليين يعرفون جيدا وجهة نظرنا التي تفيد أن الوسيلة الأفضل لثني الإيرانيين عن متابعة برنامجهم للتسلح النووي هي الضغوط الاقتصادية والسياسية». وأضاف «ندرك بالتأكيد أن الإسرائيليين يعتبرون وجود إيران نووية تهديدا لوجودهم نفسه، وقد أسهبوا في إيضاح هذا الأمر لنا وللعالم. ونعمل بدأب حتى لا يحصل ذلك». وأوضح المتحدث «لكننا نركز جهودنا على الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية والمالية»، لكنه قال إن «الخيار العسكري مازال ممكنا في نظرنا، لكنه ليس خيارنا الأول». أما باراك فدعا نظيره الأميركي إلى «ترك كل الخيارات مطروحة»، كما قال المتحدث نقلا عن الوزير الإسرائيلي.
العدد 2155 - الأربعاء 30 يوليو 2008م الموافق 26 رجب 1429هـ