أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت في مؤتمر صحافي عاجل عقده مساء أمس الأربعاء أنه لن يرشح نفسه لرئاسة حزب كديما وأنه سيستقيل فور انتخاب رئيس جديد للحزب. وستجري الجولة الأولى من الانتخابات الداخلية في حزب كديما في 17 سبتمبر/ أيلول المقبل وفي حال توجب إجراء جولة ثانية فإنها ستجري في 24 من الشهر ذاته. ويعني إعلان أولمرت عدم ترشيح نفسه لرئاسة كديما تحديد نهاية ولايته وتحرير قادة الحزب ليتخذوا موقفا من المرشحين لرئاسة الحزب. ويتوقع أن يشكل رئيس كديما الجديد حكومة جديدة في «إسرائيل».
من جهة أخرى قال تقرير لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) نشر أمس (الأربعاء) إن قوات الأمن الفلسطينية التابعة لحركتي «حماس» و»فتح» ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان على مدى العام الماضي منها الاعتقال التعسفي والتعذيب.
وتحدثت المنظمة في تقريرها عن نمط من اعتقالات ذات دوافع سياسية وعمليات إيحاء للمعتقلين بأنهم على وشك أن يعدموا وضرب مبرح للمحتجزين في مراكز يديرها إسلاميون من «حماس» في غزة وحركة «فتح» التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية.
وانتقدت المنظمة الولايات المتحدة والجهات المانحة الأخرى التي تمول السلطة الفلسطينية التي يتزعمها عباس وقوات الأمن التي تهيمن عليها «فتح» وقالت إنها «لا تولي الاهتمام الكافي للانتهاكات المنهجية التي ترتكبها هذه الأجهزة». وتصاعدت التوترات الداخلية من جديد بعد انفجار وقع يوم الجمعة أدّى الى مقتل خمسة من ناشطي «حماس» وفتاة في قطاع غزة. ومنذ ذلك الحين اعتقل المئات من أنصار «فتح» و»حماس» في حملات اعتقال متبادلة في الضفة وغزة. وامتنعت وزارة الداخلية التي تديرها «حماس» في غزة عن التعليق على تقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان لكن الحركة الاسلامية تقول إن من يرتكب انتهاكات يعاقب.
على صعيد متصل أفادت منظمة «يش دين» الإسرائيلية للدفاع عن حقوق الإنسان في تقرير نشر أمس أن الجيش الإسرائيلي لم يتابع 94 في المئة من الشكاوى التي قدمها فلسطينيون بشأن تعديات اتهموا العسكريين بارتكابها حيالهم. وأشار التقرير إلى أنه من أصل 1246 ملفا فتحت بين 2000 و2007 بشأن سلوك العسكريين حيال الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، فقد صدرت تهم رسمية في 76 ملفا فقط (6 في المئة من العدد الإجمالي). وعلى اثر توجيه التهم هذه، أدين 110 عسكريين وصدرت بحق غالبيتهم عقوبات خفيفة وفق الإحصاءات التي قدمها الجيش لهذه المنظمة غير الحكومية.
على صعيد آخر وصفت الولايات المتحدة الثلثاء الماضي بناء المستوطنات الإسرائيلية بأنه «مشكلة» بينما بدأت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مباحثات جديدة في مساعيها الحثيثة الرامية إلى التوصل لاتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني خلال العام الجاري. وأعربت وزارة الخارجية عن استيائها من أحدث خطط لـ «إسرائيل» لبناء مستوطنات جديدة بعد لقاء رايس بوزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك. واجتمعت رايس فيما بعد مع كبير المفاوضين الفلسطينيين أحمد قريع قبل مباحثات ثلاثية معه ومع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني التي ترأس فريق التفاوض الإسرائيلي أمس.
أمنيا أعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لـ «حماس» أمس أن أحد نشطائها توفي متأثرا بجروح أصيب بها «برصاص بعض المشبوهين» الأحد الماضي خلال اشتباكات مع «جيش الإسلام». وقالت الكتائب في بيان إن «أحمد موسى الترك (12 عاما) ارتقى شهيدا برصاص بعض المشبوهين اثناء تأديته واجبه الوطني في مهمة لفرض النظام والقانون قبل يومين».
وشارك نحو ثلاثة آلاف فلسطيني أمس في تشييع الطفل أحمد حسام (تسع سنوات) الذي قتل برصاص جندي إسرائيلي على حدود قرية نعلين في الضفة الغربية الثلثاء.
العدد 2155 - الأربعاء 30 يوليو 2008م الموافق 26 رجب 1429هـ