العدد 2154 - الثلثاء 29 يوليو 2008م الموافق 25 رجب 1429هـ

سعادة الوزير/ الوكيل

فرح العوض farah.alawad [at] alwasatnews.com

يعود مصدر كلمة «الوزير» في اللغة العربية إلى (الوِزْرُ) وهو: الحِمْلُ الثقيل، ويقال وزير السلطان: لأَنه يَزِرُ عن السلطان أَثْقال ما أُسند إِليه من تدبير المملكة، أَي يحمل ذلك (معجم لسان العرب).

ويعود أصل كلمة «الوكيل» إلى: (وَكَلَ)، ويقال وَكِيلُ الرجل: الذي يَقوم بأَمره، سمِّي وَكيلا لأَن مُوَكِّله قد وَكَل إِليه القيامَ بأَمره فهو مَوْكولٌ إِليه الأَمرُ (المعجم السابق). وإذا ما طبقنا المعنيين السابقين على أرض الواقع فسنجد أن الدور الرئيسي لكل من (سعادة الوزير) و(سعادة الوكيل/ الوكيل المساعد) هو خدمة الناس لا أن يكون الناس في خدمتهم، لكننا في الصحافة نجد أن فئة كبيرة من الوزراء والوكلاء بل وحتى مساعدي الوكلاء يريدون من الصحافة إما أن تكون أبواقا لهم وتمارس معهم أعمال العلاقات العامة أو أن (تخرس)!

في البحرين نجد الوزراء والوكلاء ومساعدي الوكلاء يؤكدون أهمية نقل الصورة الإيجابية لوزاراتهم فقط من دون المساس بالنقد، الذي غالبا ما يكون نقدا بناء ويهدف إلى تطوير ورقي العمل الحكومي، ولكن للأسف فإن الوزراء أنفسهم يمنعون المديرين أو الموظفين من التصريح للصحافة، ما يجعل بعضا منهم يلجأ إلى التصريح إلى الصحافة خفاء من أجل تنوير الرأي العام بما يجري في أروقة الوزارات، في حين ينظر الوزراء ووكلاؤهم ومساعدو وكلائهم من نظرتهم الضيقة والسلبية التي دائما ما «توسوس» لهم أن الصحافة تهاجم، وأن الاقتراب منهم ومن مناصبهم التي يجدونها عالية يعتبر «خطا أحمر»، فيثبتوا للصحافة أنهم جهلاء بالدور التوعوي والثقافي الذي تقدمه هذه المهنة، إلى جانب أدوار أخرى. بالطبع إن الوزير أو الوكيل غير المتعاون مع الصحافة يثبت للجميع أنه أيضا غير متعاون مع الناس، وهذا ما نجده في الكثير من الأوقات... وزراء يتجاهلون هواتف الصحافة، وحتى الرسائل النصية التي تُبعث لهم، ليس ذلك فقط، بل ويرفض التعليق على أي موضوع أو معلومة، وإن فكر في التعليق يكتفي بالنفي وهو لا يعلم ما الذي تعنيه «النفي» لدى الجماهير! إن قلنا إن الوزير أعطى أهمية لنفسه وجعلها أعلى من غيره، فلا أجد وصفا أضع فيه الوكلاء أو الوكلاء المساعدين فيه، عندما يقررون «مقاطعة» التصريحات الصحافية، لمجرد موقف واحد يفسرونه في لحظات أنه ضدهم وضد كل ما يقومون به من أعمال.

الوزراء والوكلاء ومساعدو الوكلاء وأي مدير أو مسئول قبل أن يكون في منصبه لا بد أن يعيد النظر إلى كيفية التعامل مع الجهات التي ترحب بالتعاون معه، وأولها الصحافة، وهذه دعوة إلى نفسي لأرتقي بها في التعامل مع الآخرين كما هي دعوة إلى الجميع لذلك، فمن يدري؟، ربما يصبح أحد منا وزيرا أو وكيلا أو مديرا يوما ما، وحينها سنعرّف زملاءنا الوزراء معنى الصحافة الحقيقية.

أتمنى من جميع الوزراء في البحرين والوكلاء والوكلاء المساعدين أن يتذكروا تعريف مسمياتهم المذكورة أعلاه، مثلما أعلم أنا ماذا تعني الصحافة، وليسأل كل واحد منهم نفسه بعد ذلك: هل يستحق أو يناسب أن يقال له سعادة الوزير أو الوكيل؟

إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"

العدد 2154 - الثلثاء 29 يوليو 2008م الموافق 25 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً