مازلنا بانتظار النظام الذي ستطبقه لجنة المسابقات بالاتحاد البحريني لكرة اليد لمسابقاتها في الموسم المقبل، وخصوصا لفئة الناشئين التي بدا أنها بحاجة ماسة لتعديله بعد السلبيات التي ظهرت آثاره في الموسمين الماضيين.
الحديث مع مدرّب منتخب الناشئين لكرة اليد ومطالبته بتعديل نظام دوري الناشئين من أجل فائدة المنتخب المستقبلي، جاء تعزيزا وبعد أيام قليلة من مطالبات الأندية الأعضاء في اجتماعها مع لجنة المسابقات لمناقشة كيفية تسيير مسابقات الموسم المقبل، بضرورة تعديل نظام مسابقات الفئات السنية وتجريبه على هذه الفئة بدأ من الموسم المقبل.
ولعل هذا الحديث يأتي بعد المشاركة الجيدة لمنتخبنا في البطولة الآسيوية الثالثة لكرة اليد للناشئين، على رغم تحقيقه النتيجة المأمول منه في التأهل على أقل التقادير إلى نهائيات كأس العالم في تونس 2009، إلا أنّ الأداء الجيّد من لاعبي منتخبنا الذين يشاركون لأوّل مرة في بطولة خارجية، يدعو بالمطالبة منا بضرورة المحافظة على هذا النسيج الذي بدأ بتكوينه، ليس من أجل عام واحد فقط، وإنما لأعوام تطول، وعندما نقرر المحافظة على هذا المنتخب وهذه المجموعة من اللاعبين الصغار السن، يجب علينا في المقام الأوّل أن نفكّر في تغيير نظام دوري الفئات السنية ولاسيما الناشئين، إذ من الغريب أنْ يلعب أحد اللاعبين المشاركين في البطولة الماضية 6 مباريات في ظرف أسبوعين، فيما يلعب 11 مباراة في ظرف موسم كامل، ما يعني أنّ اللاعب لا يستفيد من العدد البسيط الذي يلعبه في وطنه، فكيف به يشارك في بطولة مضغوطة وتحتاج إلى من يفهمها.
منتخب «المستقبل» كما يطلق عليه وإنْ لم يتأهل للنهائيات وخصوصا أنّ المنافسة كانت قوية بين منتخبات تمتلك حظوظا أوفر على البطاقات الثلاث المؤهلة، سيظل هو الرافد الحقيقي لمنتخبات الشباب والأوّل، ومهمة الحفاظ عليه مهمّة لجنة المنتخبات بالاتحاد البحريني لكرة اليد، كي لا يكون منتخبات المناسبات كما هي العادة مع منتخبات كرة اليد.
غير أنّ الحفاظ على أمثال هذه المنتخبات وحتى منتخب الشباب الذي نتوقع له أنْ يكون منافسا شرسا على البطاقات المؤهلة في تصفيات منتخبات الشباب إلى كأس العالم في مصر 2009، لا يكون فقط بالحفاظ على المنتخب وإشراكه في بطولات ودية وتجمعات أسبوعية وشهرية، وإنما من خلال خطة طويلة الأمد تبدأ من عمل البرمجة الصحيحة لنظام دوري الفئات السنية التي تمد المنتخب بالعناصر، واعتماد الأسلوب الصحيح الذي يجبر على خضوع اللاعبين المختارين حاليا للمنتخب للمنافسة الشرسة الشريفة، وغير المنضمين إلى تقديم صورة طيّبة عبر مباريات كثيرة وربما في فترة زمنية قصيرة لتعويد اللاعبين بنظام البطولات الخارجية.
هذا الأمر بالتالي لا يدعو لجنة المسابقات لانتظار أطول مدّة ممكنة وإنْ كانت الرسميات معروفة من خلال اعتماد تغيير النظام عبر مجلس الإدارة، إلاّ أنه يجب منها كلجنة ضرورة الدفاع بنظام أفضل وأقوى وتصحيح الأخطاء التي وقع فيها الاتحاد في الموسمين الماضيين، وخصوصا أنه لا مجال للعودة إلى الوراء، وإنما البدء في إيجاد خطوات متقدّمة في المحافظة على منتخبات المستقبل من خلال المسابقات القوية، كما قالها مدرب المنتخب الجزائري رشيد شريح في لقاءه معنا من أنه سيطالب من خلال التقرير الفني الذي سيسلمه الاتحاد بعد عودته من إجازته الخاصة، بتغيير نظام دوري الفئات السنية بالدرجة الأولى من اجل المحافظة على هذه المجموعة المتجانسة التي من الممكن أنْ تحدث الفارق في البطولات المقبلة، لكن بشرط أنْ تحصل على جميع مقوّمات النجاح.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2154 - الثلثاء 29 يوليو 2008م الموافق 25 رجب 1429هـ