لم يتبق على نهاية شهر رمضان سوى أيام معدودة... نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال إن شاء الله... ولكن ماذا عن «طالح» الأعمال التي شبعنا منها خلال هذا الشهر الكريم، فإذا صدقنا أن الفن انعكاس للواقع وتعبير عنه، فإننا لن نصدق الأعمال الدرامية التي تقدم لنا شخصيات لم نلتقِ شبيها لها لا في البيت ولا في العمل ولا في الشارع، ولو بحثنا عنها في كل بقاع الأرض فلن نحصد سوى تعب وإرهاق من دون أية جدوى، وإذا جلسنا وتأملنا فيها وبحثنا عن سر وجودها على الشاشة، فلن نفاجئ بأنها نماذج صاغها كتاب ومؤلفون بناء على رغبة نجمات أو نجوم يحاولون التجمل أمام المشاهدين والتسامي على الواقع الذي يعيشونه، من دون أن يدروا أننا نحن معشر المشاهدين نرتبط بمن يعبر عن واقعنا ونصدق الشخصيات التي نحس بأنها من لحم ودم مثلنا... تخطئ أحيانا وتصيب أحيانا أخرى، تنفعل وتهدأ، تصرخ وتبكي، تتجاوز لتجد من يتصدى لها، تتعلم من دروس الحياة ولا يقتصر دورها فقط على إعطاء الدروس وتقديم النصائح للملايين من المشاهدين.
للعام الثالث على التوالي تطالعنا القنوات الخليجية والعربية بكمية من المسلسلات الخليجية الهائلة لمشاهديها، بإمكانك كمشاهد توقع نهاية المسلسل من الحلقة الأولى!! سلبيات كثيرة إلى الآن لم تتغير في مسلسلاتنا، على رغم كل الدعوات التي وجهة للقائمين عليها لتحسينها وإصلاح الأخطاء فيها، ولكن دون جدوا... فلو استطلعت آراء المشاهدين العرب غير الخليجيين عن واقعنا وحياتنا في الخليج، لوجدته كما هو فهم مازالوا يعتقدون بأن كل خليجي عنده فله، وحديقة كبيرة، خادمتان و3 سواقين، بالإضافة إلى «أسطول» سيارات من أرقى الوكالات «مصفوفة» عن باب الفيلة، أثاث فاخر وتلفزيون أبو 120 بوصة (مبالغة مني)... مخدرات قصص حب مأسوية نهاياتها مثل نهايات الأفلام الهندية.
ومن الأمور التي قد تعلق في أذهان أخواننا العرب وهو ما يستدعي «الفزعة» بأن بناتنا والعياذ بالله «مو شي» (لا تهاجمني أنا على كلمة مو شي تعال حاسب من يظهرن على شاشات التلفزيون من المحسوبات على الخليجيات، إذ سنة بعد سنة هن يسئن لسمعتنا نحن بنات الخليج)... فإلى متى ستظل بعض الأعمال الخليجية وليس كلها طبعا تسيء لنا؟!
في ختام هذه الزاوية لا استطيع إلا أن نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم «صالح الأعمال» ان شاء الله
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 2209 - الإثنين 22 سبتمبر 2008م الموافق 21 رمضان 1429هـ