تمكن فريق ميلان الإيطالي من استعادة عافيته أخيرا بعد فوز أول في كأس الاتحاد الأوروبي على زيورخ السويسري وتبعه بفوز ساحق في الدوري الإيطالي على لاسيو برباعية ليستعيد بريقه الذي فقده إثر خسارتين متتاليتين في افتتاح الدوري.
ميلان الذي عانى كثيرا في الموسمين الأخيرين إثر فضيحة التلاعب بالمباريات هو أحد أهم أقطاب كرة القدم العالمية وأحد أكثرها جماهيرية وتراجعه بلا شك يؤثر على رونق وقوة الدوري الإيطالي.
هذا الدوري الذي فقد الكثير من لمعانه وبريقه أمام قوة الدوري الإنجليزي وشهرة الدوري الإسباني يحتاج فعلا إلى عودة ميلان إلى المنافسة مجددا وعودة يوفنتوس كذلك، إذ إن ابتعادهما أدى إلى سيطرة مطلقة لانتر ميلان وغياب للمنافسة الحقيقية بشكل أثر على جماهيرية هذا الدوري.
في هذا الموسم ستكون الأمور مختلفة إذا حافظ يوفنتوس على انطلاقته وحافظ ميلان على عودته القوية.
الدوري الإيطالي الذي كان في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات الدوري الأقوى والأكثر شهرة وجماهيرية فقد بريقه تماما في السنوات الأخيرة بدءا بالأزمات المالية التي عانت منها أنديته ووصولا إلى ظاهرة الشغب الجماهيري وتراجع مستوى أنديته الكبرى وشيوع الفساد والرشى التي أطلقت رصاصة الرحمة على هذا الدوري.
استعادة ميلان لعافيته هي استعادة أيضا لعافية الدوري الإيطالي المفقودة من أجل أن يعود مجددا لمنافسة الدوريات الجماهيرية الممتعة، ولتشتد المنافسة مجددا على البطولة بين الانتر ويوفنتوس وروما والميلان.
ويعود الفضل في استعادة ميلان لعافيته في التشكيلة المختلفة التي بدأ مدرب الفريق باعتمادها من خلال اللاعبين أصحاب العطاء بدل الأسماء التي تتفرج وهي في داخل الملعب.
على الجانب الآخر، يواصل الدوري الإنجليزي سلسلة نجاحاته والتي كان آخرها تحول نادي مانشستر سيتي إلى نادي المليارات بفضل رؤوس الأموال العربية التي اقتحمت الدوري الإنجليزي متحدية أعرق الأندية وأكبر المستثمرين!
مانشستر سيتي وبرصيد 9 نقاط من ثلاثة انتصارات ومن خلال الثلاثي البرازيلي الرائع ايليانو وروبينيو وجو هو في الطريق الصحيح لأجل المنافسة على التأهل لدوري الابطال الأوروبي كما يريد مالكوه الجدد ومن ثم المنافسة على الدوري الإنجليزي مع الأربعة الكبار مانشستر يونايتد وأرسنال وتشلسي وليفربول والذين ستكون المنافسة مفتوحة بينهم على جميع الصعد في هذا الموسم.
دوري بلاد الضباب يبدو مختلفا تماما هذا الموسم في ظل تركيز فرق المنافسة الأربعة على البطولة، وتكوينها لأجل ذلك فرقا قوية ومتكاملة سيطرت على بطولة دوري أبطال أوروبا في السنوات الثلاث الأخيرة وهي تستعد لمواصلة السيطرة عليه في هذا الموسم أيضا.
إلى جانب ذلك هناك فرق أخرى على طريق المنافسة أيضا ومنها مانشستر سيتي بملياراته العربية التي باتت تهدد جميع الفرق بخطف لاعبيها المميزين!
عموما بعد شهر تقريبا من انطلاقة الدوريات الأوروبية تبدو الأمور متجهة نحو السخونة العالية والمنافسة الحامية في مختلف الدوريات، حتى في الدوري الإسباني تبدو الأمور مختلفة من خلال قوة المتنافسين التقليديين في هذا الموسم ريال مدريد وبرشلونة واللذين يمتلكان تشكيلة رائعة من اللاعبين المميزين، إضافة إلى عودة فالنسيا القوية إلى واجهة المنافسة.
الأسابيع المقبلة في الدوريات الأوروبية الثلاث ستحدد إلى حد كبير دفة المنافسة وستبين قوة الفرق ومدى استعدادها للموسم، وستمكننا من مشاهدة مباريات على مستوى عال جدا تفوق ما هو موجود في أي مسابقة كروية أخرى
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 2209 - الإثنين 22 سبتمبر 2008م الموافق 21 رمضان 1429هـ
