العدد 2209 - الإثنين 22 سبتمبر 2008م الموافق 21 رمضان 1429هـ

نساء «إسرائيل»

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

المتتبع للساحة السياسية داخل «إسرائيل» يجدها هذه الأيام محل اهتمام وإثارة من مختلف وسائل الإعلام الغربية، ولاسيما أن أدوات السياسة في «إسرائيل» عادت من جديد لتقودها امرأة.

فمع فوز تسيبي ليفني بزعامة حزب كاديما وخوض معركة تشكيل الحكومة الجديدة بعد استقالة رئيس الوزراء إيهود أولمرت مساء أمس الأول وسط قناعة بأن ليفني ستحظى بترشيح غالبية برلمانية وإن كان الأمر لا يضمن لها ائتلافا فوريا فإنه لا يكاد يذكر اسمها دون أن يقرن باسم امرأة أخرى هي الأشهر من بين الإسرائيليات في العالم وهي غولدا مائير, المرأة التي شغلت أول منصب رئيسة وزراء في «إسرائيل».

بعض الصحف البريطانية عقدت وجه مقارنة بين ليفني ومائير بالقول إن الأولى تلقت دوما حال الإعجاب بسبب «وفرة أنوثتها» - إن صح التعبير - بينما الثانية فقد اتهمت بخلوها بأي شكل من أشكال الأنوثة, إلا أن مائير خاضت حياة سياسية وحزبية حافلة بل وفرضت نفسها على الواقع السياسي في «إسرائيل» ما أهّلها للقب «المرأة الحديدية» و «الرجل الوحيد في الحكومة»، وجعلها الخيار المناسب لملء الفراغ الذي خلفه الموت المفاجئ في العام 1969 لرئيس الوزراء الإسرائيلي حينئذ ليفي اشكول.

أما ليفني فشخصيتها القوية جعلتها السند الداعم الذي لجأ إليه حزبها (كاديما) للنهوض من عثرات تقديم أولمرت للتحقيق بتهم الفساد وقبل ذلك سوء الأداء والتقييم في الحرب الخاسرة التي شُنَّت على لبنان في صيف 2006.

شغلت مائير التي وُلدت في أوكرانيا وهاجرت إلى الولايات المتحدة ومنها هاجرت إلى فلسطين مع زوجها، منصب وزيرة خارجية «إسرائيل» وهي التي كانت قد انخرطت في صفوف العمل من أجل إقامة دولة «إسرائيل» ضمن جماعة تدعى «عمال صهيون».

فيما وُلدت ليفني في تل أبيب في العام 1950، أسرتها كانت يمينية متطرفة، درست القانون وترأست سلطة المؤسسات الحكومية في العام 1996 بينما انتخبت نائبة في الكنيست في العام 1999عن حزب الليكود اليميني، لتهجره بعد ذلك وتنضم إلى رئيس الوزراء السابق ارييل شارون في حزبه الجديد (كاديما) والذي انتقلت زعامته إلى أولمرت إثر مرض شارون.

الإسرائيليون يرون في أن مسألة سوء أداء مائير في حرب أكتوبر/ تشرين الأول العام 1973 هو وجه للمقارنة بالتقارب مع أولمرت وحربه في العام 2006، على رغم أن ليفني كانت عضوة في حكومته، إلا أن مسألة تأثير الملف الفلسطيني على تماسك الائتلاف الحاكم المقبل وما يدور من حديث عن استعداد «إسرائيل» لضرب حزب الله اللبناني من جديد قد يكون نقطة تماثل - وربما اختلاف - مع سيدة «إسرائيل» الجديدة

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2209 - الإثنين 22 سبتمبر 2008م الموافق 21 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً