فهمنا أسباب سوء تخطيط بعض الشوارع إن لم يكن معظمها في المحافظات الخمس وربطها بعدم وجود خطة خمسية أو «خمسينيومية» على أقل تقدير لدى وزارة الأشغال في ذلك أو لضعف الموازنة كما يصرح بعض المسئولين بين الحين والآخر، ولكن ما لا يمكننا فهمه وتفسيره سوء تخطيط الشوارع الداخلية لجامعة البحرين (الصخير) التي تشهد عمليات تطوير وتوسعة بين الفينة والأخرى، لدرجة أن مرتاديها من الطلبة وسواهم يتوهون في متاهاتها حتى إن وصف البعض إياها بأنها أشبه بمغارة علي بابا، وإن كنت سعيد الحظ فستخرج منها بعد كرّ وفرّ في مدة لا تقل عن الدقائق العشر.
المستفز في الموضوع أن المشكلة لا تقف في كبر المساحة وسوء تخطيطها فقط وإنما في غياب الإشارات والعلامات الإرشادية فيها، وإن وجدت فستدلك على الطريق الخطأ، كأنما المقصود هو «تتويه» قاصد الجامعة، والمضحك في الأمر أنك قد تجد أحد الشوارع مخططا لمسار واحد فقط وفي اليوم التالي تجده مخططا لمسارين.
ولم تقف المشكلة عند هذا الحد ففي حرقة هذه الشمس التي تصل إلى 42 درجة مئوية في أحسن الظروف لا تجد مخلوقا في تلك الجامعة يدلك على طريق الخروج، وإن كنت محظوظا ووصلت إلى بوابتها فستصدم بأنها مغلقه لتدخل مجددا في تلك المتاهات وتتوه لحين تجد طريقك دون الاستعانة بالعلامات الإرشادية الخاطئة لتصل إلى بوابتها الثانية التي ستخرجك أخيرا من مغارة جامعة البحرين.
إقرأ أيضا لـ "زينب التاجر"العدد 2153 - الإثنين 28 يوليو 2008م الموافق 24 رجب 1429هـ