أشار عضو مجلس النواب الباحث الاقتصادي جاسم حسين، إلى وجود مشكلة بالقدرة الاستيعابية لاقتصاد البحرين بسبب نقص عدد المقاولين ومواد البناء. جاء ذلك في ندوة بعنوان: «ندوة آفاق الاستثمار»، التي نظمها صندوق توبلي الخيري يوم الأربعاء 9 يوليو/ تموز 2008، ضمن برنامج تنموي لسيدات ورجال الأعمال في المنطقة.
وانطلقت الفعالية في إطار سعي الصندوق إلى تقديم فعاليات نوعية موجهة ومدروسة نحو فئة مهمة من فئات المجتمع وهي فئة رجال وسيدات الأعمال، وتناولت موضوع الاستثمار باعتباره موضوعا حيويا ومتحركا اليوم وبات يؤثر تأثيرا واضحا في اقتصاد البلد وبسبب وجود فرص استثمارية مهمة تمكنها من تعزيز اقتصاد البلد.
وأكد رئيس أمناء صندوق توبلي عباس أمان أهمية النظرة الشمولية التي يتبناها الصندوق للوصول إلى المجتمع واحتياجاته، مشيرا إلى واجب المؤسسات المدنية والاجتماعية في أن تشكل رافدا معززا لدور المؤسسات الرسمية وهو أن تقدم خدماتها إلى هذا المجتمع بمختلف شرائحه ولاسيما في وقت باتت فيه التنمية الاجتماعية من أهم الأهداف التي يحتاج المجتمع إلى تحقيقها.
وبدأ البرنامج بورقة عضو مجلس النواب الباحث الاقتصادي جاسم حسين، التي أشار فيها إلى «وجود مشكلة بالقدرة الاستيعابية لاقتصاد البحرين بسبب نقص عدد المقاولين ونقص مواد البناء، وهناك مشكلة وجود مقاولين يفتقرون إلى الخبرة في السوق كما حصل لشركة مقاولات تبنت مشروع جسور مدينة حمد ثم تنازلت بسبب خطأ في حساباتها».
وأضاف حسين أن المقاولين الكبار لا يدخلون في مشاريع كثيرة بسبب عدم قبولهم لمستوى الربح والعائد وهناك سبب مهم وراء عدم رغبة الحكومة في الصرف كثيرا في هذا المجال وهو خوفها من التضخم وتزايد التضخم.
الورقة الثانية لمنسق المشاريع في صندوق العمل علي حسن وعمار عواجي بعنوان «دور صندوق العمل في دعم المستثمرين والقطاع الخاص»، حيث تحدث علي حسن عن تحسين فاعلية الموارد البشرية والذي يمثل أحد العناصر الرئيسية في خطة الصندوق ولكن التحديات التي واجهة الصندوق من عزوف المستجدين عن دخول بعض المجالات الاستثمارية، ما أوجد فجوات وقد تم اقتراح برامج تحد من هذه الفجوات مثل: هندسة صيانة الطائرات وفني العلوم الصحية والتمريض والتجزئة والمحاسبة والمالية، مضيفا أن هناك مشاريع تدريب وتوظيف حيث تم توقيع عقد مع المتدربين على أن يتم توظيفهم فعلا بعد أن ينهوا التدريب وبرامج مستقبلية أخرى. وختم باستعراض مجموعة كبيرة من المشاريع التي تحظى بدعم الصندوق.
ومن ناحيته، تناول عمار عواجي دور الصندوق في دعم القطاع الخاص حيث ركز على أن الصندوق يسعى إلى مساعدة المؤسسات والشركات على أن تكون مصدر جذب للبحرينيين
وقال عواجي: «إن من برامجنا تحسين الإنتاجية الذي يستهدف مساعدة القطاع الخاص على مواجهة التحديات والعمل وسط المستجدات والقوانين الدولية التي باتت تحكم التجارة والاستثمار اليوم»، مؤكدا أن هناك منتجات جيدة محلية ولكن المشكلة هي القدرة على عرض وتسويق وتصدير المنتج بالشكل المناسب.
وأشار إلى أن تحت هذا البرنامج هناك عدد من المشاريع التي تحقق هدف البرنامج الأصلي منها برنامج تنظيم الشئون المالية والنظام المحاسبي، مؤكدا أن الخلل في هذا المجال أدى لسقوط كثير من المشاريع، موضحا أن الصندوق يدفع 70 في المئة من قيمة هذا البرنامج للشركة التي تتبناه.
وزاد عواجي إلى البرامج المنضوية تحت برنامج تحسين الإنتاجية تطوير الأعمال وذلك من خلال زرع ثقافة الاستشارات الاستثمارية لدى الشركات، حيث يقدم هذا البرنامج 10 آلاف دينار للمستثمر، وبرنامج دعم التقنية حيث يتم دفع 50 في المئة من كلفة الآلات والأجهزة التقنية التي تستخدمها الشركة.
وقدم المدير التنفيذي لشركة ريف محمود الكوفي ورقة موضوعها الإبداع في الاستثمار، حيث تحدث في البداية عن الاستثمار وأنواعه المختلفة، ثم أشار إلى أنه يجب في الاستثمار الأخذ باحتمالات الربح والخسارة والمستثمر الجيد هو القادر على قراءة احتمالات الربح والخسارة، والتخطيط هو من أهم عناصر إدارة المشاريع، ونجاح الاستثمار اليوم.
وأشار إلى أن من المهم أن نساهم في خلق طبقة وشريحة واسعة من المستثمرين المبتدئين والمتوسطين القادرين على استثمار الفرص الموجودة في واقع السوق، مبينا أن هذا يعتبر مدخلا مهما وواسعا لتحقيق ثراء الناس، مؤكدا أن أهم ما تحتاجه المؤسسات الصغيرة اليوم هو التثقيف المؤسساتي أولا ثم يتم فتح المجال لها لتحديد خياراتها الاستثمارية.
وقال عواجي: «إن لدينا 400 ألف سجل اليوم في السوق ومع هذا لدينا أزمة تعطل، ولو أن أصحاب هذه السجلات وظف كل منهم 3 عمال فقط فيوجد لدينا 120 ألف فرصة عمل، وهذا دليل على عدم وجود جدية من الحكومة وصندوق العمل في تثقيف هذه المؤسسات».
بعدها تناول عواجي موضوع الإبداع في الاستثمار، وقال إنه «يعتمد على إدارة الفجوات والنقص ثم السعي إلى سد هذه الفجوة مع خلق بيئة استثمارية جيدة وإدارة الاستثمار بعقل حر وليس بعقل يريد تكرار تجارب الآخرين».
أما الورقة الرابعة فكانت لمدير مؤسسة المجلس (والتي تحولت حديثا إلى شركة قابضة) إبراهيم الأعرج، حيث تحدث عن «تجربة الشركة وكيف بدأت من جلسة اجتماعية كانت تعقد للشباب، ثم أخذت بعدا في مجال الدراسة والمسابقات الثقافية وتطورت إلى مشروع جمعية لتغطية بعض البرامج الثقافية الدينية والترفيهية، ثم طرحت فكرة أن تكون هناك لجنة مشاريع مع تحرك بعض الأعمال والأموال وتفاجأنا بأن العائد كان جيدا ومشجعا ولاسيما مع العدد الكبير من المساهمين، فتطورت النظرة إلى إدارة مجموعة مشاريع بحسب ميول واختصاص كل شخص ومع الدعم والنصيحة... خطى الشباب خطوة جزئية نحو تأسيس الشركة ومن ثم التوجه نحو الشركة القابضة».
وختم حديثه بأن الإنسان اليوم أيا كان لن يستطيع تأسيس أربع شركات في خمس سنوات ولكن يمكن لعشرين شخصا متعاونا أن يؤسسوا عشرين شركة في سنتين».
العدد 2153 - الإثنين 28 يوليو 2008م الموافق 24 رجب 1429هـ