توقعت الأرصاد الجوية بشئون الطيران المدني أن تستمر الرياح الشمالية الغربية في التأثير على مختلف مناطق البحرين خلال الأيام الثلاثة المقبلة، فيما أهاب قائد خفر السواحل بمرتادي البحر أخذ الحيطة والحذر أثناء الإبحار وعدم الابتعاد عن السواحل نظرا إلى تعرض البحرين لرياح شديدة محملة بالأتربة. وشهدت البحرين أمس (الاثنين) وخصوصا في فترة الصباح هبوب رياح شمالية غربية نشطة السرعة وقوية أحيانا بالإضافة إلى أنها كانت محملة بالغبار ومثيرة للأتربة، حيث تدنت الرؤية الأفقية إلى 900 متر.
الوسط - فاطمة عبدالله
توقعت إدارة الأرصاد الجوية بشئون الطيران المدني في بيان أصدرته أمس (الإثنين) أن تستمر الرياح الشمالية الغربية بين النشطة والقوية السرعة في التأثير على مختلف مناطق البحرين خلال الأيام القليلة المقبلة، مع جرّها الغبار وتحميلها الأتربة في بعض المناطق، في إشارة إلى انحسار رياح البارح في هذه الفترة من العام ولكن تمت ملاحظة امتداد تأثيرها في الأعوام الأخيرة إلى مطلع أغسطس/آب أحيانا لذا سيظل تأثيرها سيظل موجودا في مختلف المناطق.
وكانت البحرين قد شهدت صباح أمس هبوب رياح شمالية غربية نشطة السرعة وقوية أحيانا إضافة إلى أنها كانت محملة بالغبار ومثيرة للأتربة إذ تدنت الرؤية الأفقية إلى 900 متر، على حين بلغت درجة الحرارة العظمى 45 درجة مئوية والصغرى 31، أما الرياح فكانت شمالية من 5 إلى 10 عُقد ووصلت في بعض الأحيان من 10 إلى 15 عقدة.
أما اليوم (الثلثاء) فيتوقع أن تبلغ الحرارة العظمى 43 درجة مئوية، والصغرى 32 درجة، والرياح تتراوح بين 13 و18 عقدة، وحذّر قائد خفر السواحل مرتادي البحر أن عليهم أخذ الحيطة والحذر أثناء الإبحار وعدم الابتعاد عن السواحل، موضحا أن الظروف الجوية السائدة ستستمر ثلاثة أيام، تشتد فيها سرعة الرياح في النهار لتصل إلى 25 عقدة وتكون محملة بالأتربة.
من جانبه، علّق رئيس دائرة الطوارئ والحوادث بمجمع السلمانية الطبي جاسم المهزع على إذا ما كانت هناك نوبات ربو حدثت بسبب الجو المغبر بالقول: «إن الرصد لأمراض الجهاز التنفسي مازال طبيعيا إذ لم ألاحظ خلال جولتي الاعتيادية أو الجولات الأخرى أي زيادة بالنسبة إليها وخصوصا أن موسم الغبار الذي امتد طوال الأشهر الماضية لم تسفر عنه - إلى الآن - أي حالة غير طبيعية بالنسبة إلى مرضى الجهاز التنفسي، ذلك أن بعض المصابين يقومون باللجوء إلى المراكز الصحية إضافة إلى أن نسبة الوعي لديهم زادت؛ نظرا إلى لجوء غالبيتهم للاحتياط في الجوّ المحمَّل بالغبار».
وأكد المهزع أن بعض الأطباء بدائرة جراحة العيون بالسلمانية يلاحظون ازدياد نسبة المصابين بحساسية العين وكثرة دخول الغبار في عيون بعض المواطنين والمقيمين وخصوصا بالنسبة إلى الأطفال أثناء هبوب الرياح المحملة بالغبار والأتربة.
وأوضح المهزع أن أكثر المرضى المتأثرين بالغبار هم غالبا مرضى أمراض الجهاز التنفسي وخصوصا أمراض الربو بسبب تقلص الشعيرات، مشيرا إلى أن الغبار الذي تشهده البحرين لا يكون تأثيره كالغبار الذي يسمى «الطلْع» (هو غبار النباتات الذي يحمل أجساما مضادة)؛ لذلك فإن أمراض الربو تنتشر وتزداد في فصول زرع النباتات التي تسبب الحساسية والأزمات الربوية».
وعن نسبة الحوادث التي حدثت أمس بسبب الجوّ أشار أحد المصادر بغرفة عمليات الإدارة العامة للمرور إلى أن لا حوادث بسبب انعدام الرؤية، حتى كتابة الخبر، مبيّنا أن كل ما حدث هو ازدحام في بعض الشوارع.
يذكر أن الغبار والأتربة يمكن أن تسبب التهابات في الشعب الهوائية التي تنتج من التهيج المستمر للرئتين، وغالبا ما يحدث ذلك بسبب تلوث الهواء والغبار إذ تثير هذه المهيجات البطانة الرقيقة للممرات الهوائية الصغيرة في الرئتين التي بدورها تستجيب بإفراز كميات كبيرة من المخاط وهذا المخاط ذو الطبيعة اللزجة يجذب ذرات الغبار وتعمل على إزاحة المخاط من أضيق جزء بالرئتين إلى الحلقوم خلايا متخصصة، وبعدها إما أن يبتلع هذا المخاط وإما أن يبصق إلى الخارج وبتَكرار هذا ومع مرور الوقت تتكون كميات أكبر من المخاط؛ مما يؤدي إلى سعال مستمر، بالإضافة إلى تضيق الممرات الهوائية مسببة حشرجة في الصدر وصعوبة في التنفس.
وينصح العديد من الأطباء بالابتعاد عن موجات الغبار، وخصوصا عند الخروج إلى المتنزهات إذ إن الغبار والأتربة غالبا ما تحمل نفايات بيئية تؤثر في الإنسان وبيئته بعدد من الملوثات التي تظهر على الإنسان في صورة أمراض مثل حساسية الأنف والجيوب الأنفية وغيرها من الأمراض التي تحدث نتيجة انتقال حبوب اللقاح وما تحمله من مركبات عالقة في الهواء من الكربون وغيره.
العدد 2153 - الإثنين 28 يوليو 2008م الموافق 24 رجب 1429هـ