يجمع عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة اليوم (الثلثاء) لفيفا من علماء الدين إلى طاولة الحوار، وذلك في إطار المبادرة الملكية التي أطلقها جلالته قبل أسبوع بالدعوة للحوار بين المعنيين بالشأن الديني. وفيما لم تتضح حتى وقت متأخر من مساء أمس (الاثنين) الأسماء المدعوة لحضور اللقاء، غير أن ما ترشح من أنباء يفيد أن القائمة تضم عددا كبيرا من العلماء بينهم أعضاء المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
من جهته، وصف وكيل وزارة العدل والشئون الإسلامية فريد المفتاح لقاء اليوم بـ «التاريخي»، لافتا في تصريح لـ «الوسط» إلى أن الوزارة ستترجم توجيهات الملك إلى خطة عمل لتوحيد الخطاب الديني بما يعود بالنفع على البحرين.
المنامة - علي العليوات
يلتقي عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة اليوم (الثلثاء) لفيفا من الشخصيات المعنية بالشأن الديني في البحرين، وذلك في توجيه جلالته لرئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة لدعوة عدد من المعنيين بالشأن في البحرين إلى لقاء ودي تحت سقف المصارحة والتحاور الحر المباشر وطرح أمور الدين الحنيف بشفافية وصدق ورؤية قائمة على العلم والبحث النزيه، ارتقاء بمستوى الخطاب الديني وبما يؤسس لخطاب وطني رصين في المجالس والمنابر والجمعيات والصحافة، وفي الحياة العامة على وجه العموم ولخطاب وطني يستند إلى القيم الروحية والأخلاقية السامية، وإلى الحقائق العلمية والاجتماعية في إطار الوحدة الوطنية.
وفيما لم يتبين حتى وقت متأخر من مساء أمس (الاثنين) الأسماء المدعوة إلى حضور اللقاء، علمت «الوسط» أن الدعوة وجهت إلى المعنيين بالشأن الديني نزولا عند الرغبة الملكية، ومن بين الحضور سيكون رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذي قطع إجازته السنوية لحضور اللقاء، كما وجهت الدعوة إلى أعضاء المجلس الذي يضم علماء من الطائفتين الكريمتين. أما المجلس الإسلامي العلمائي فلم يُعلم ما إذا سيحضر ممثلون عنهم للقاء، في ظل سفر الكثير من أعضائه إلى الخارج.
من جانب آخر، رحب وكيل وزارة العدل والشئون الإسلامية فريد المفتاح بالدعوة الملكية إلى حوار ديني، واصفا اللقاء بـ «التاريخي»، وقال المفتاح في تصريح لـ «الوسط»: «يأتي لقاء جلالة الملك مع علماء الدين في توقيت مهم، إذ إن ما تحتاجه البحرين في هذا التوقيت هو وحدة الكلمة ووحدة الخطاب الديني».
وعوَّل المفتاح كثيرا على «اللقاء الأبوي» لـ «توحيد الخطاب الديني ووحدة الكلمة، وذلك لما يمتلكه العلماء من مكانة رفيعة في المجتمع».
وأوضح المفتاح أن وزارة العدل والشئون الإسلامية ستأخذ في الاعتبار التوجيهات التي ستصدر عن جلالة الملك في لقاء اليوم من أجل ترجمتها في إطار خطة عمل لتحقيق تطلعات العاهل على أرض الواقع بما يعود بالنفع والخير على البحرين ككل.
الوسط - محرر الشئون المحلية
قال عضو كتلة الأصالة الإسلامية النائب الشيخ إبراهيم بوصندل في ندوة عقدت بمجلسه إن مبادرة عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للحوار الوطني هي حافز للبناء وإن الوطن بحاجة إلى الكثير من العمل.
وأشاد بوصندل بخطاب جلالة الملك عن مبادرة إصلاح الخطاب الوطني، مؤكدا تأييد جميع نواب وأعضاء جمعية الأصالة الإسلامية ووقوفهم مع القيادة السياسية والتفافهم حولها.
وقال بوصندل: «إن توقيت خطاب جلالته إلى رؤساء تحرير الصحف المحلية جاء في محله بعد تكرار الحوادث المؤسفة التي شهدتها الساحة المحلية والتي تغذيها المهاترات والإساءات التي يتفوه بها البعض من دون مسئولية».
وطالب بوصندل بتفعيل مضمون الخطاب الملكي على أرض الواقع وعدم حصره في نطاق مذهبي، وأن توضع لهذا التفعيل آليات محددة من شأنها تعزيز الولاء وتنمية حب الوطن لدى جميع المواطنين ونبذ كل ما يشير إلى الفرقة بينهم، مؤكدا أن دعوة جلالة الملك إلى إقامة حوار بين علماء الدين ورجالات السياسة تشكل الداعم الأساسي لتنمية الوحدة الوطنية على أرض هذا الوطن.
من جانبه، تحدث الصحافي أحمد زمان عن موضوع مصنع الأسمنت المزمع إقامته في الحد، وقال إن هناك عريضة شعبية يقوم أهالي الحد والمحرق بتوقيعها تمهيدا لرفعها إلى جلالة الملك وذلك للتعبير عن رفضهم لبناء مصانع الأسمنت في المنطقة لما لها من أثر سيئ على البيئة والصحة. وقال زمان: «إن أهالي الحد والمحرق ضربوا أروع الأمثال في طريقة الاحتجاج الراقي والحضاري عن طريق الاعتصام السلمي الموضوعي، وهذه العريضة بعيدا عن أساليب التخريب أو الحرق والتكسير، وهي أساليب أقرها دستور مملكة البحرين وسمح بها القانون»، مناشدا الحكومة التجاوب مع مطالب أهالي الحد التي أوصلوها بالطرق السلمية من دون المساس بالقيادة أو الإساءة لأي جهة أخرى.
وأضاف زمان أن «منطقة الحد تفتقر إلى أبسط مقومات البنية التحتية، فهم لا يملكون حديقة ولا مركزا صحيا، ولا باقي المقومات التي تمتلكها باقي مدن البحرين وقراها».
كما تداخل أحد الحضور عيسى رشدان، مطالبا برد اعتبار لمدينة المحرق وأهالي المحرق لما تعرضت له المدينة من إهمال امتد سنوات، مطالبا جميع الوزراء بالعمل من خلال توجيهات جلالة الملك، والاقتداء برئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة الذي يزور المناطق المختلفة بنفسه، ويقف على حاجاتها من خلال الالتقاء بالمواطنين من دون حاجب، ومتابعة قراراتهم وتفعيلها على أرض الواقع.
وقال أحد الحضور «يحق لأهل المحرق طبعا رفع مطالبهم، ولكن لا يوجد فرق بين مدينة ومدينة أخرى فالمواطنون سواء وكلنا أبناء هذا الوطن والحمد لله أن المحبة للوطن والملك لدى جميع أبناء الشعب، الأمر الذي يحتم على جميع القوى السياسية تنمية هذا الولاء عند الشعب».
العدد 2153 - الإثنين 28 يوليو 2008م الموافق 24 رجب 1429هـ