دائما ما يجرنا تفكيرنا وتفاعلنا مع القضايا الرياضية، إلى طرح النواحي السلبية المظلمة التي ترمي بدكنتها وعتمتها على كل ما هو أبيض في حياتنا الرياضية، حتى أصبحنا نختار أحبار أقلامنا من اللون الأسود دائما، وهذه مصيبة في ذاتها لأن واقعنا الرياضي الدي نعيشه، وعشناه من قبل، فيه الكثير من الإيجابيات والنتائج الجيدة والوجوه المشرفة التي تستحق أن نشيد أو ننوه بها، ونذكرها مع طرحنا للقضايا المظلمة.
والحقيقة أن ذاكرتي تزخر بأسماء الأشخاص الذين أعجبت بإخلاصهم وتفانيهم في مجال العمل الرياضي، ومازالت تحفظ ذكرياتهم، أخص منهم رئيس تحرير «مجلة الرياضة» عبدالرحمن عاشير «رحمة الله عليه» الذي تبوأ أمانة سر نادي المحرق العتيد أكثر من 30 عاما والذي كان دائم الحديث عن تأسيس الأندية الوطنية في البحرين مثل أندية البحرين والمحرق في العاصمة الثانية والأهلي والعروبة في المنامة، وكيف كان أعضاء الأندية يتكاتفون من أجل خلق برامج تسويقية - قبل أكثر من 70 عاما - لتذر عليهم مبالغ مالية ينشدون من ورائها بناء غرفة في النادي أو شراء قمصان اللعب والكور والشبك أو يدعمون البرامج الثقافية والاجتماعية. كما مازالت الذاكرة تحمل اسم عبدالرحمن اللظي الذي كان متفانيا في الإخلاص لفريق السلمانية ثم القادسية وأخيرا النجمة، فقد كانت هذه الشخصية تنسى بأنها كانت تحمل وجبة الغداء، وهو يطرق مكتب أمين سر اتحاد اليد طلبا لتأجيل مباراة بسبب حادث طارئ حدث في فريق اليد! وأخيرا سيبقى اسم جاسم المعاودة محفورا في ذاكرتي ما حييت بسبب إخلاصه وتفانيه للقلعة الصفراء، فكما يقول أمين سر نادي النسور في الخمسينات وبداية الستينات راشد صليبيخ: «المعاودة هو أول من أسس لكرة القدم البحرينية بصورة صحيحة».
وأخيرا سأتطرق بالحديث إلى وجه مشرف تسعدنا أخباره وإنجازاته، ألا وهو اسم العداءة البحرينية رقية الغسرة، التي طرقت أبواب العالمية بقوة بعد مشاركتها كأول لاعبة بحرينية وخليجية في الدوري الذهبي وتحقيقها المركز الرابع في ملتقى روما الدولي (أحد ملتقيات الدوري الذهبي) الذي يشارك فيه نخبة من نجمات وبطلات العالم، محطمة الرقم العربي في مسافتي 100 و200 متر جري بعد أن سجلت 11 و12 ثانية، فاتحة الأبواب أمامها لمزيد من التألق والنجاح في الدوري الذهبي الذي يعد الأغنى والأغلى من حيث جوائزه المالية، وستنتقل بعد هذه المشاركة الناجحة في ملتقى روما الذي جعلها تحتل المركز 21 على مستوى العالم، ثم إلى ملتقى باريس الدولي وصولا إلى زيورخ في سويسرا ثم تختتم في العاصمة البلجيكية بروكسل.
أما موعد تحقيق الحلم كما صرحت به هذه العداءة قبل مغادرتها، فيتمثل في تصدرها طابور العرض متقدمة الوفد البحريني حاملة علم بلادها في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية بالصين، قبل أن تستعد للمشاركة في سباق 200 متر، والذي نأمل أن يدفعها إلى التفوق أولمبيا.
إن أجمل ما يكتب عن هذه العداءة المتألقة التي أصبحت أنموذجا لأي رياضية عربية تتمنى الوصول الى العالمية هو حرصها على حجابها الإسلامي والعادات والتقاليد العربية الأصيلة، قبل أن اختتم المقال منوها بالإنجازات الغالية والمشرفة التي حققها ويحققها أبطال بناء الأجسام، يأتي في مقدمتهم طارق الفرساني ومحمد صباح وبقية الوجوه الخيرة.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 2150 - الجمعة 25 يوليو 2008م الموافق 21 رجب 1429هـ