العدد 2150 - الجمعة 25 يوليو 2008م الموافق 21 رجب 1429هـ

الله خير وخاتمة خير!

تقطيب الحاجبين من علامات الغضب التي تراها على وجوه السائقين وأنت تسوق سيارتك صباحا في طريقك إلى العمل، ترى لماذا؟ هل هي الازدحامات المرورية، أم هو الحزن لفراق «اللحاف»؟... فعلا هو غضب على الاثنين ولكن الازدحامات المرورية التي حدث ولا حرج عنها هي السبب الرئيسي، ولكنني اليوم لست بصدد الحديث عنها؛ لئلا أدخل في متاهات تشبه التحويلات التي نسير عليها هذه الأيام بسبب الإصلاحات الكثيرة، بل أنا بصدد الحديث عن «قلة أخلاق سائقي السيارات على اختلاف أحجامها».

فعندما كنا صغارا قرأنا عبارة «القيادة فن وذوق وأخلاق» وهذه العبارة حفرت في عقولنا الصغيرة حفرا، ولكن كعبارة فقط كونها مثل أي مادة تعليمية تلقيناها في الصغر لم تترجم إلى الواقع، فهو يخالف ذلك بالتأكيد، إذ لا يوجد حد للاستهتار وحالة اللامبالاة لدى غالبية السائقين. فقد باتت شوارعنا أشبه بشوارع داخل إحدى ألعاب «البلاي ستيشن»! ولكننا لم نرَ حتى الآن عبارة GAME OVER تتراقص أمام أعيننا على رغم كثرة الحوادث الدموية التي نسمع عنها، بل ونراها أمام أعيينا والتي عادة ما يكون سببها قلة أخلاق أولئك السائقين.

فهذا لا يقف عند الضوء الأحمر... وهذا لا يحترم أفضلية المرور فيعرقل السير أمام من لهم الأفضلية... وهذا يسير بطيئا جدا «كالسلحفاة» إلى يسار الطريق حارما مَن وراءه التجاوز وهو غارق في الحديث عبر «الموبايل» متجاهلا كم السيارات التي خلفه... وهذا يوقف سيارته في الطريق حاجزا جزءا كبيرا منه؛ مما يسبب اختناقا مروريا. طبعا لن أعدِّد مُخالفات السير جميعا، فأنتم تعرفونها أكثر مني، وتعانُون منها أكثر مني، وتلعنون مُخالفيها أكثر مني.

سأروي لكم قصة يوم كامل تعرفكم أن «للصبر حدودا»... فقد خرجت الأحد الماضي من البيت متوجهة إلى العمل، وخلافا لما هو معتاد أخذت جهة اليمين من الشارع بدلا من المنتصف أو جهة اليسار (لأن النومه في راسي وما لي مزاج الطريق الطويل)، طبعا لم أكن أسير «كالسلحفاة» وإنما بسرعة الشارع الطبيعية... فجأة ظهرت لي سيارة يسوقها شاب يسير بسرعة جنونية، فابتعدت عنه لأسير في منتصف الطريق... وفاجأ طريق ذلك الشاب المسرع شاحنة تسير كما هو مطلوب، ولكن أراد تجاوزها فاخترق بكل «غباء» الطريق الذي أسير فيه دون إنذار مسبق، فحذرته ببوق السيارة بأن سرعتي لا تسمح له بذلك، ولكنه لم يستمع لذلك البوق، بل تجاوزني؛ مما دفعني لـ «رفس فرامل السيارة بقوة»؛ حتى أتوقف دون أن أتسبب بحادث... الحمدلله عدّت، لكن ذلك السائق لم يحترم نفسه، فقد كان هو المخطئ، ولكن بما أنني فتاة فكان يجب أن يلقي اللوم في ذلك عليّ، فخفف سرعته حتى اقتربت سيارتي من سيارته، وإذا به يضرب بوق السيارة لألتفت إليه... فنظرت إليه وإذا علامات الغضب تعلوه، إذ كوّر قبضت يده وأخذ يحركها بجانب رأسه (حركة يريد بها أن يوصل إلي معلومة أنني غبية في السياقة). لم أتمالك نفسي، فقد رددت عليه الإهانة، فرفعت كفي مقبلة إياه «وش وقفا» (بمعنى الله خير وخاتمة خير) فإن اتخذ قاعدة «إن ضعفت عن الخير، فأمسك عن الشر»... فثار غضب ذلك السائق وانطلق مسرعا حتى لا يشعر في الختام بأنه «أحمق».

ماذا استفاد ذلك الشاب من تلك الحركة؟ بل إني أسألكم هل هو على حق في ما قام به؟... نصيحتي للجميع الأخلاق هي سيدة الموقف فأرجو أن يتحلى جميع السائقين بها، ترى والله الدنيا ما تسوى تخسر عمرك!

العدد 2150 - الجمعة 25 يوليو 2008م الموافق 21 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً