العدد 2148 - الأربعاء 23 يوليو 2008م الموافق 19 رجب 1429هـ

«يرده أصله»

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

أنا من الأشخاص الذين يؤمنون إيمانا راسخا بما يملكه الإنسان البحريني من قدرات، سواء كانت فكرية أو ثقافية أو اجتماعية وحتى بدنية أو رياضية، على رغم الفارق الجسماني التي تمتاز به بعض الشعوب ما جعلها تتفوق علينا وهي ميزة خلقها الله سبحانه وتعالى فيها... وهناك ميزة أخرى يمتاز بها أهل البحرين أهم من تلك القدرات هي غيرتهم على اسم بلدهم وسمعته لذلك كان اسم البحرين ناصعا على مر الأجيال الماضية، وكان الرياضي البحريني متفوقا على رغم شحة الإمكانات المادية والبشرية.

ما دفعني للكتابة في هذا الشأن اليوم هو حديث مكرر عن التجنيس والمغالطات التي باتت تحدث فيه، بسبب التجنيس الفاشل الذي سبق أن حذرنا منه لأنه في الأساس لا يناسب مجتمعنا البسيط في إمكاناته وخيراته، الكبير بفلسفته ومعرفته بالحياة، على رغم ما تهيئه الجهة المسئولة عن التجنيس من إمكانات - للأسف - لا تتوافر للرياضي البحريني. وخير برهان يؤكد حقيقة ما ذهبنا إليه، تصريح العداء رشيد رمزي للصحافة المغربية إذ قال لها «إنه يعتز بوطنه المغرب وهو ما زال يتدرب ويعيش فيه، ولكنه يلعب لبلد غير المغرب!».

وأنا - شخصيا - لم يزعجني هذا التصريح الذي يتناقض مع ما قدمته له البحرين، ولا أرغب في انتقاد تصريحه، أو حتى أزعل من الكلام المنسوب إليه في الصحافة المغربية، وذلك لسبب بسيط جدا، وهو ان ما ذكره العداء رشيد الذي تألق اسمه عالميا بفضل أموال البحرين، وبفضل ما سخرته له من إمكانات مادية وفنية ومعسكرات تدريبية جعلته بطلا عالميا، كما ساهمت قبل ذلك في اكتشاف موهبته بعد أن كان متسابقا محليا يشارك مع فريق نادي البسيتين لألعاب القوى... والسبب في ذلك أنني مؤمن بمقولة قديمة قالها أجدادنا «كل واحد يرده أصله» فمن الطبيعي أن يحن هذا البطل العالمي إلى أصله وفصله ويعترف بملء فاه بأنه يعتز بوطنه الأصلي الذي ولد فيه وترعرع على ترابه الغالي، وأقسم بأنني لو سافرت إلى أجمل بقاع العالم وتهيأت لي من خيراتها الكثير، سأبقى وفيا إلى بلدي أحن إليه مهما كانت قسوة ظروفه والألم الذي يحاصره بسبب بعض الظروف الصعبة التي خلقها إنسان هذا البلد الطيب بيده - للأسف - لا بيد عمرو!

وهذا يجرني أيضا إلى معسكر منتخبنا الجاري لكرة القدم وأضرب مثالين متناقضين، الأول يبين مدى إخلاص الإنسان البحريني متمثلا في اللاعب محمد بن سالمين الذي قطع إجازته على عجل على رغم أنه كان في إحدى بقاع الأرض البعيدة استجابة لطلب لجنة المنتخبات حتى يكون أول المشاركين في تدريبات المنتخب، والثاني حين يماطل بعض اللاعبين الذين تكرموا بالحصول على الجواز البحريني من حضورهم الى المعسكر التدريبي المقام حاليا في النمسا متجاهلين كل نداءات المسئولين إليهم، ضاربين بأعراف الحس الوطني لتمثيل المنتخب عرض الحائط، ليؤكدوا حقيقة المثل الشعبي «كل إنسان يرده أصله» أو المثل المأثور «الزرع يطلع على بذره» لذلك أكرر وأقول، ما دام قلمي فيه نقطة حبر... ازرعوا خيراتكم في أبناء وطنكم حتى يطلع الحب على بذره.

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 2148 - الأربعاء 23 يوليو 2008م الموافق 19 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً