العدد 2148 - الأربعاء 23 يوليو 2008م الموافق 19 رجب 1429هـ

البحرين والحالة السينمائية

تذكر سيرة السينما العالمية أنه في بدايات القرن الماضي، ذهبت مجموعة من التجار اليهود - في خطوة أعتبرت تحديا للقانون - في فلورنسا القرن العشرين «كاليفورنيا» إلى التحول من حرفهم الأصلية إلى إنشاء دور للعرض السينمائي، ثم إلى تأسيس استوديوهات لإنتاج الأفلام، وهو ما انتهى بهذا الوسيط الاتصالي الجديد «السينما» إلى أن يصبح صناعة من الصناعات الكبرى في القرن الواحد والعشرين.

في منتصف الأربعينيات، حطمت الحكومة الأميركية استديوهات «هوليوود» بداعي إنهاء الاحتكار!. لكن الاستديوهات عادت بعد ثلاثة عقود من جديد، لتكون السينما جزءا من الإمبراطورية الأميركية، إذ أصبحت أداة تفاعل داخلية بين الأميركيين وأحلامهم أولا، ورسالة للخارج، تحدد ما يفهمه الأميركيون وما يريدونه من ذلك «الآخر» ثانيا. وهو ما دعا عالم الاتصال ماكلوهان إلى أن يتحول من مقولته الكلاسيكية «الوسيط هو الرسالة» إلى إطلاق جديد سَمّاه بالـ «مروع»، وهو أن «الدراما هي الرسالة».

بحرينيا، إن كانت بعض المحاولات - التي هي محل تقدير واعتزاز لأنها جهود شخصية لا مؤسساتية - قد استطاعت بشكل أو بآخر أن تخلق تجارب سينمائية متفاوتة، فإن الدور الذي كان ولايزال غائبا هو دور الدولة في دعم هذا القطاع الذي لايزال يعتكز على جهود شخصية بذلها الكثير من المثقفين البحرينيين المهتمين بالكاميرا وما أمامها.

هي ليست مجرد دعوة إلى الاهتمام بالإنتاج السينمائي في البحرين، فالدولة لا تستطيع أن تصنع سينما بحرينية وإن حاولت ذلك، لكنها تستطيع أن تساعد هؤلاء على إيجاد قنوات تمويلية قادرة على ضخ رأس مال جيد يستطيع تطوير هذه التجارب وإعطاءها الفضاء الذي تستطيع النمو فيه. قد يكون قطاع الثقافة معنيا بهذه الدعوة، وقد يكون مجلس التنمية الاقتصادية الذي يشرف على «مهرجان ربيع الثقافة السنوي»، وقد يكون الاثنين معا.

العدد 2148 - الأربعاء 23 يوليو 2008م الموافق 19 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً