تصريحات لاعب بوزن لاعب المنتخب الوطني والنادي الأهلي لكرة اليد أحمد عبدالنبي ومطالبته بإنصاف الألعاب الجماعية الأخرى وحصولها على الدعم كما يحصل عليه لاعبو منتخب القدم، وربما تأتينا انطباعات وآراء أخرى من لاعبين كبار، دليل قاطع على عدم صوابية التفريق بين المنتخبات الوطنية المتنوعة الحاصلة منذ زمن وليس الآن فقط.

لا يختلف الجميع على ضرورة أن يحصل منتخب كرة القدم «اللعبة الشعبية الأولى» على الدعم الكامل من أجل تذليل جميع الصعاب أمام المنتخب في مهمته المقبلة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، لكن في المقابل لا يجب أن تُغفل المنتخبات الأخرى التي تحمل لواء الوطن من هذا الدعم، وخصوصا أننا في الأسابيع الماضية شهدنا رغبة من اتحاد التربية البدنية ورفع الأثقال في عدم المشاركة في البطولة العالمية التي ستقام في البحرين، بعدما كان الدعم الموجه للاعبين والمنتخب ضعيفا جدا ولا يفي بنصف متطلبات منتخب رفع اسم البحرين عاليا في المحافل العالمية.

ربما يتساءل البعض، هل يلعب منتخب كرة القدم باسم البحرين، فيما تلعب المنتخبات الأخرى باسم دولة خليجية، أو لأن «عذاري لا تسقي القريب وإنما البعيد»، كما هو الحاصل في تسيير منتخب البحرين للكركيت المكون من جنسية آسيوية، إذ بالتأكيد لم يأت هؤلاء للعب باسم البحرين إلا بعد ان حصلوا على نصيبهم من الصفقة، التي كان من الأفضل أن تستثمر في بناء منتخبات وطنية للمستقبل على أقل التقادير؟

من جديد لا ننفي حاجة منتخب كرة القدم للدعم وهو المنتخب الذي يحمل آمال البحرين بأكملها للتأهل للمونديال العالمي، لكن يبقى أن نعرف أن منتخبات كاليد والطائرة حققت انجازات كبيرة رفعت اسم البحرين، الا انها لم تحصل على ربع هذا الدعم، وكان فيها اللاعبون يشحذون وكأنهم مطالبون بخدمة الوطن من دون أن يخدمهم الوطن، فكانوا يسافرون لمعسكرات وبطولات من دون أن يعلم بعضهم شيئا عن مصير عمله الذي تركه من دون موافقة جهة العمل، على أن يقوم الاتحاد بالتحدث مع هذه الجهة أو على الأقل التعويض الذي لم يتم، كما حصل مع كثير من اللاعبين والقائمة تطول.

هذه المكرمة اعتقد بأنها خلقت نوعا من الانفصام لدى لاعبي المنتخبات الأخرى، فكلام عبدالنبي لم يكن إلا نوعا من التحذير، وربما تعاني الاتحادات الوطنية من مشكلة جديدة ليست بغريبة، بل ستتطفو على السطح بشكل أكبر وهي مسألة الاعتذارات، إذا ما عرف اللاعب أنه سيسافر وسيلعب وسيبذل كل ما في طاقته من دون أن يحظى باحترام الجهات المعنية، حتى لو عاد بالبطولة فإن التكريم الواجب من الدولة لن يكون إلا بعد سنة أو أكثر، وهم سيقولون... «نحن جلبنا البطولة ورفعنا علم البلد ولم نحصل على تكريم، كما هو الحال مع منتخب الطائرة الشاطئية، على عكس لاعبي القدم الذين يحصلون على التكريم بعد كل مباراة أو في مدة لا تتعدى أسابيع، فماذا عسانا نقول».

على القيادة الرياضية في البلد ألا تنسى بأن الرياضة ليست كرة قدم وأنها تشمل عددا من الألعاب الفردية والجماعية التي تتميز البحرين بها كلعبة بناء الأجسام وكرة اليد والطائرة، وبالتالي عليها أن تعيد النظر في مصير بقية الألعاب.