أجمع عدد من المهتمين بالشأن الوطني والسياسي في البلاد على دعم التحرك في اتجاه حفظ وتوثيق تاريخ النضال الوطني ومراحل عمل الحركة الوطنية في مملكة البحرين نظرا للأهمية التاريخية والعلمية لهذا التراث الوطني.
وفي لقاء تشاوري عقد بمقر جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) بمنطقة أم الحصم مساء أمس الأول (الاثنين)، استعرض الناشط الحقوقي عبدالنبي العكري مسودة المشروع الذي يعكف على دراسته المركز الوطني للدراسات فكرة المشروع وأهدافه التي تلتقي عند تدوين وحفظ وأرشفة تاريخ النضال الوطني والحركة الوطنية لشعب البحرين وقواه السياسية، وتوفيره للباحثين والدارسين والعمل على نشره من خلال توفير مكتبة مرجعية لتاريخ الحركة الوطنية في البحرين.
واطلع المشاركون في الاجتماع على نبذة مختصرة للمشروع الذي سيتطلب تنفيذه عدة وسائل منها جمع الوثائق والأدبيات المتعلقة بتاريخ النضال الوطني في البحرين ومختلف تيارات الحركة الوطنية السياسية، وتوثيق شهادات المناضلين، بالإضافة إلى جمع وحفظ الكتب والدراسات والكراسات التي صدرت عن البحرين والنضال الوطني وجمع وأرشفة قصاصات الصحف البحرينية والعربية والعالمية المتعلقة بتاريخ ونضالات الحركة الوطنية في البحرين، بما في ذلك المقالات والأخبار المتعلقة بأحداث البحرين وانتفاضاتها الشعبية والوطنية، وكذلك جمع وتوثيق وأرشفة أدبيات الحركة الوطنية ومختلف تياراتها السياسية والايديولوجية، وجمع وأرشفة وثائق وزارة الخارجية البريطانية ووثائق مكتبة الكونغرس الأميركي المتعلقة بتاريخ وأحداث البحرين، علاوة على جمع وأرشفة البحوث والدراسات المتعلقة بتاريخ وأحداث البحرين بما في ذلك المذكرات والسير الذاتية.
وتبادل الحضور وجهات النظر والمداخلات حول فكرة المشروع بدءا بالتمويل وانتهاء بتداول مقترح تشكيل لجنة مصغرة توكل إليه مسئولية وضع خطة العمل والآلية، في الوقت الذي اعتبر فيه المفكر البحريني علي محمد فخرو أن هذا التوثيق يمكن أن يكون ركنا مهما من أركان الحوار التاريخي وليس الصدام التاريخي، فيما ذهب الأديب محمد حس كمال الدين إلى التثنية على مقترح تشكيل لجنة تضع أولوياتها وتقدم لنا رؤيتها في إمكانية تحقيق هذا المشروع، أما بخصوص التمويل، فقد اقترح العكري أن تكون للمشروع وقفية يستعان بها لتمويل المشروع.
وفي ديباجة مسودة المشروع، تصدرت مقدمة أشارت إلى أن تاريخ ونضالات الحركة الوطنية في البحرين على امتداد تاريخها على اختلاف مرجعياتها وايديولوجياتها وانتمائها الطبقي هي ملك شعب البحرين وجزء من تراثه الوطني، ومن هذا المنطلق، فإن مجمل الأحداث والوقائع والأدبيات الفكرية والأشكال النضالية وتجارب المناضلين وحصيلة تجارب التيارات السياسية والدراسات والبحوث والبيانات الصادرة هي مكونات هذا التاريخ التي يمكن للباحثين والأكاديميين قراءتها وتحليلها بزوايا ومرجعيات مختلفة تصب في صالح إغناء وتعميم التجارب والأحداث النضالية والوطنية لهذا الشعب من أجل استخلاص الدروس وتعميم الفائدة، وعلى هذا الأساس لابد أن تشارك كل القوي الوطنية والتيارات السياسية في جمع وتسجيل وحفظ تاريخنا الوطني وتوفيره للأجيال القادمة التي يجب أن تتعرف وتطلع وتدرس هذا التاريخ ليس فقط للاستفادة من دروسه بل من أجل أن يكون جزءا من ذاكرتها التاريخية وثقافتها الفكرية والتراثية.
العدد 2147 - الثلثاء 22 يوليو 2008م الموافق 18 رجب 1429هـ