مشاهد الفرحة في لبنان تعيد نفسها بين الحين والآخر، والانتصارات المتواصلة لحزب الله على الكيان الصهيوني تتوالى من دون توقف، وهذا لم يأت إلا بجهود وتحدي وصمود الشعب اللبناني أولا، وبسالة المقاومة الإسلامية، وصبر الأسر في السجون وعوائلهم، ووجود رجل كالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
عندما نتحدث عن السياسة فإننا نتحدث وكما يقال عن «نجاسة» في التعامل والتعاطي فلا قواعد ولا مسلمات ولا صدق بين معظم السياسيين الذين يقدمون مصالحهم فوق كل الأمور.
السياسة على يد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تغيرت بإرادته وصدقه، فأسس منهجا جديدا للتعامل السياسي الصادق مع الجماهير ومع الساسة التقليديين ومع ساسة العدو وجماهيره أيضا، سياسة السيد نصرالله سياسة صدق، أثبتت نجاحها لتصبح قوة نوعية كبيرة جدا مؤثرة على الجميع بمن فيهم الساسة الصهاينة، السياسة لدى السيد نصرالله هي الصدق مع الجميع في كل ما يقوله ويفعله ويعد به، وبالتالي أصبح السيد هو السياسي الوحيد في هذا العالم ينتهج «سياسة الصدق» وعندئذٍ استطاع أن يرسخ لمبدأ ونظرية جديدة في علم السياسة يجب أن تدرس، قبال تلك النظريات التي لا تعتمد إلا على الخداع والكذب والنفاق والمجاملات التي لا تأتي إلا على الشعوب، بالانتكاسات والخنوع والذل المتواصل.
السيد نصرالله أعاد للسياسة مفهومها الحقيقي الذي يقوم على أساس أنها «أرقى الفنون والعلوم الإنسانية».
السيد نصرالله وعلى لسان عميد الأسرى المحررين سمير قنطار هو من الرجال القليلين إن لم يكن النادرين الذين إذا أرادوا أراد الله معهم، وإذا قالوا فعلوا وإذا وعدوا صدقوا، فالسيد نصرالله لم يعد جماهيره بأمر إلا فعله، ولم يقل لهم شيئا إلا كان فيه صادقا وواضحا فيه، وهو الأمر الذي جعل على يده زمن الانتصارات العربية والإسلامية على الكيان الغاصب الصهيوني الذي كان يتفاخر دائما بأن جيشه لا يقهر.
هذا السيد الفريد من نوعه في عمله وصدق جهده، أصبح محل صدق العدو قبل الصديق، فعندما يتكلم تنصت له جميع الوسائل الإعلامية «الإسرائيلية» وجماهيرها لتسمع الحقائق التي لم تقلها لهم حكومتهم من قبل، ليصبح حديثه محل تأثير ليس على جماهيره فقط بل حتى على عدوه.
هذا السيد في العام 2004 وعندما تحدث في الاحتفال الخاص بإطلاق سراح أسرى لبنانيين أكد أن تأخير إطلاق سمير القنطار سيكون نقمة وندم على «الإسرائيليين» والآن كل الوسائل الإعلامية الصهيونية تتحدث عن ندم وغضب وتشنج كبير في «إسرائيل» بعد إطلاق سراح القنطار، وعن جدوى عملية التبادل والحرب على لبنان في العام 2006.
السيد نصرالله تنبأ بما سيحدث في «إسرائيل» قبل أربعة أعوام عندما أطلق وعده الصادق وقال: «نحن قوم لا ننسى أسرانا في السجون»، وهو الأمر الذي يعطي درسا أخر من دروس السياسة التي يتبعها هذا السيد الذي أصبح معشوق الجماهير في مختلف البقاع.
نعم نصرالله وحزب الله ولبنان والعالم العربي والإسلامي فرحوا علنا و «إسرائيل» بكت حزنا، فمن سيعتبر من ساستنا ويتعلم؟
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 2146 - الإثنين 21 يوليو 2008م الموافق 17 رجب 1429هـ