العدد 2145 - الأحد 20 يوليو 2008م الموافق 16 رجب 1429هـ

الخطاب الملكي

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

لابد أن تتم قراءة الحديث الأخير لجلالة الملك لرؤساء تحرير الصحف المحلية في سياق مجمل الأحاديث الأخيرة له، والتي كانت في مجموعها تدعو إلى تعزيز الوحدة الوطنية بين أبناء البحرين كافة. وخلاف أن تكون الالتفاتة الملكية الأخيرة للملمة تداعيات الشأن المحلي وجمع الفرقاء المتباعدين في الحاضنة الوطنية بادرة طيبة ومهمة، فهي بالتأكيد فرصة جديدة لتصحيح مسارات العمل السياسي على المستويين العام والخاص وللأطراف كافة.

في الاستضافات الأخيرة والحديث الملكي لرؤساء التحرير العديد من النقاط الجوهرية التي أولاها جلالته عنايته الخاصة، وهي للمتبصر والمراقب الجيد ذات دلالات مهمة لجميع الفرقاء في هذا الوطن، فجلالته أكد خيار الحوار الوطني قبالة التشدد والارتهان للماضي، واعتبر الوطن بأبنائه كافة - شيعة وسنة - المقام الأول الذي لا يعلو قامته مقام آخر.

في حديث جلالته تأكيد لضرورة ألا تتحول الديمقراطية لضدها، وألا تكون تبعات الحرية نقيضها، وأن يتم استثمار هذا الفضاء من الحريات في تعزيزها واستكمالها لا في حدها وتقليم أظافرها بالفوضى التي لا يرتجى منها أي خير. وفي دخول جلالة الملك بالتوجيه والإرشاد في هذا السياق دلالة مهمة على أن بعض الأطراف قد أخطأت مساراتها هنا أو هناك.

كلنا معنيون بخطاب جلالة الملك، السلطات الثلاث/ الصحف/ مؤسسات المجتمع المدني، لكن الطرف الأكثر قدرة على ترجمة هذه التمنيات الملكية على أرض الواقع هي الجمعيات السياسية عامة والممثلة نيابيا خاصة، فالمتابع للمشهد السياسي في البحرين لابد أن يدرك أن أهم الأسباب التي أدت إلى ما هي عليه حالنا اليوم من تشنج، هو حصيلة ما خرجت به الغرفة النيابية في المجلس الوطني في مشادات طائفية تسببت في أن يكون المواطن البحريني آخر اهتماماتها فضلا عن إشراكه في هذه الحمى الطائفية التي تسبب بها عبث البعض في الطائفتين.

تستطيع الحكومة من جهة، والجمعيات السياسية وقادة الرأي العام من جهة أخرى، أن يقوموا بتصحيح ما هو معوج. تستطيع هذه الأطراف أيضا، أن تعيد اتجاه البوصلة في الطريق التي أشار لها جلالة الملك أنها طريق الوطن الذي يضم ابناءه كافة من دون استثناء أو تمييز.

أخيرا، لابد أن تسعى جميع الأطراف إلى الاستفادة من خطاب جلالة الملك ولقاءاته الأخيرة في رتق شقوق وحدتنا الوطنية في هذا الوطن الذي يستحق من الجميع أن يضطلعوا بمسئولياتهم الملقاة على عواتقهم بصدق وأمانة.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 2145 - الأحد 20 يوليو 2008م الموافق 16 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً