العدد 2208 - الأحد 21 سبتمبر 2008م الموافق 20 رمضان 1429هـ

«حظ يا نصيب»!(منوعات)

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

«حظ يا نصيب» هو اسم مسلسل إماراتي تراثي يعرض حاليا خلال شهر رمضان المبارك، من بطولة جابر النغموش، أحمد الجسمي، رزيقة طارش وغيرهم من النجوم الكبار والشباب... صحيح أنني لست بناقدة فنية، ولكني أستطيع القول إن هذا المسلسل كان له حضور قوي على الشاشة الفضية في مسلسلات رمضان هذا العام، وأنا واحدة من متابعيه.

ربما يكون هذا العمل بسيطا في فكرته وشكله وأداء ممثليه، كذلك قد يكون بسيطا نوعا ما في مواقع ومشاهد التصوير، لكن هذه البساطة أعطته بعدا جماليا إضافيا، إذ اقترب كثيرا من مستوى مسلسل «شحفان القطو» في الكوميديا الهادفة غير المبالغ فيها، فبه قدر كبير من «العفوية» الجميلة المحببة للمشاهد، شخصياته متميزة، ولكل منها بريق ونكهة خاصة... صحيح أن جابر نغموش تألق كعادته في الكوميديا العفوية، إلا أن الملاحظ أن جميع الممثلين في المسلسل كان أداؤهم عالي المستوى، ليشكّلوا فريقا من النجوم.

نجاح «حظ يا نصيب» على رغم بساطته جاء لتلهف المشاهدين لمسلسلات من هذا النوع، بعد أن امتلأت الشاشات بنوعية واحدة من الدراما العاطفية المتكررة، وبعد أن أخفقت المسلسلات الخليجية في السنوات الماضية، عندما اتجهت جميعها في اتجاه واحد، هو الحزن والمبالغة في تقديم أسوأ ما في المجتمعات الخليجية من ظواهر بأسلوب منفر وممل في معظم الأحيان. كما فجر المسلسل طاقات فنية، إذ أبدع الفنانين في الأداء، والكوميديا المقبولة القائمة على الموقف والأسلوب، والبعيدة تماما عن «التصنّع»، أو تلك التي تعتمد على «الإسفاف» في «الشتم» و «المعايرة» الشكلية أو الشخصية.

بهذا العمل البسيط أثبت الممثلون أنهم وصلوا إلى مرحلة «النضج» الفني، فلم نشعر أبدا طوال الحلقات الماضية بأي ضعف في أداء أي من الأبطال، بل شعرنا بتألّقهم على رغم تنوّع الأدوار والشخصيات، وهذا يضعهم الآن أمام تحدٍ جديد من نوعه، قائم على تقديم الجديد والمميز والانطلاق نحو اتقان أكبر، فهل نشهد ذلك في السنوات المقبلة؟

بعد آخر ربما يضاف إلى النقاط الإيجابية لهذا المسلسل، قد تعطيه نقطة قوة، إذ كشف لنا مدى بساطة تلك الفترة التي كان يعيشها أجدادنا، فلفت انتباهنا في هذا العمل إلى أن القرية التي يعيشون فيها تضم من الأجناس والأعراق والمذاهب ما اختلف منها، ولكن في المعاملة لا يوجد فرق بين شخص وآخر، بل هم جميعا متحابون متفاهمون، ويعيشون بسلام... أعتقد أنه انعكاس لواقع نحن نعيشه، فهو لا يمثل مجتمع الإمارات آنذاك، بل أعتقد أننا جميعا في الخليج كنا نعيش بسلام، فلم لا يعود ذلك السلام إلينا؟

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 2208 - الأحد 21 سبتمبر 2008م الموافق 20 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً