لا يختلف اثنان؛ سواء أكانا من ملاك الحظائر وتجار الماشية الذين يمتلكون الزرائب، أو من أهالي المنطقة، على سوء الوضع وأهمية نقل الزرائب إلى منطقة أخرى بعيدا عن أجواء هذه المنطقة السكنية.
ومع أهمية هذا الطرح، يلح سؤال آخر وهو: ما مصير تجار الماشية وأين سيتوجهون بماشيتهم؟ قد يقول قائل إن هذا الموضوع ليس من اختصاص الأهالي، وأنا معهم، فالأهالي ضاقوا ذرعا من وجود هذه الزرائب، ويكفي أن نزور المنطقة في المناسبات والأعياد لنكتشف حجم المأساة التي يعاني منها ساكنو المنطقة، وكأنك عندما تمر بين شوارعها تمر في مشرحة السلمانية التي لا تغني ثلاجتها عن انبعاث رائحة الموتى الذين سجيت أجسادهم بين رفوفها!
هناك موضوع آخر، وهو أن هناك حكما قضائيا بإزالة الزرائب منذ أكثر من 3 سنوات، وأرادت البلدية أخيرا تنفيذ الحكم إلا أن أصحاب الزرائب رفضوا ذلك وطالبوا بالبديل.
القضية ليست بجرة قلم، وليست مجرد حكم قضائي صادر، فهي أكبر من ذلك بكثير، فالمنطقة بحاجة فعلا إلى سوق مركزي متكامل يمكن تجار المواشي من تخزين الأعلاف وذبح المواشي للزبائن، وهذا سيوفر عليهم الكثير من العناء، وسيوفر على الزبائن العناء كذلك فالمواشي تنقل بـ «البياكب» إلى مذبح سترة، وبعدها تعود مرة أخرى وبـ «البياكب» المكشوفة عادة إلى مقرها ولنتصور حجم الضرر الذي سيلحق بالذبيحة جراء تعرضها لحرارة شمس البحرين التي لا ترحم!
وإذا كان لدى بلدية المنامة مشروع لإنشاء سوق مركزي متكامل، نتمنى أن يكون هذا السوق متكاملا بمعنى الكلمة ويحوي على سوق للماشية يتيح للتجار والزبائن التعامل وإنهاء المعاملة تحت سقف واحد، وهذا الأمر ليس بمعجزة أو أمر خارق للعادة، فدول الخليج والدول المتطورة لديها هذه الخدمات.
وأتذكر جيدا المعضلة التي تم اختلاقها تحت قبة مجلس بلدي المحرق حين رفض بعض ممثلي الدوائر إنشاء المسالخ على أراضيها وكأنها ستحتوي على مصانع ذرية أو نووية، فحين يتم اقتراح مسلخ متكامل لا نتصور أن إنشاءه سيضر بالمنطقة بالصورة التي وصفها الأعضاء حينها، وخصوصا إذا كان المسلخ يحتوي على كافة الاشتراطات البيئية والصحية وستمارس عليه رقابة صارمة من قبل الجهات المعنية ومن ضمنها المجلس البلدي. وجزاء هذا الإصرار غير المبرر، باتت الذبائح تسلخ في «الفرجان».
وأنا شخصيا أجد للقصابين عذرهم، فإذا كان المجلس يرفض إنشاء المسلخ الحديث، ولا يمكنهم تحمل تبعات نقل الخراف إلى سترة، فلا ضير من الذبح في الفريج، ولنتصور الضرر الذي سيقع على المنطقة جراء ذلك...
المطلوب هو إنهاء المشكلة من دون لف ودوران، والحل في نقل الحظائر إلى مناطق معينة بعيدا عن المناطق السكنية شريطة توفير جميع مستلزمات القصابين وتجار المواشي، وحينها سيعيش الأهالي بسلام وستعيش الماشية بسلام أيضا، وسيعيش التجار بسلام والسلام...
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 2143 - الجمعة 18 يوليو 2008م الموافق 14 رجب 1429هـ
