مرت منذ أيام الذكرى السنوية الأولى لمقاطعتي متابعة ما يقدمه تلفزيون إحدى الدول الخليجية الرسمية (لن أسميه ولكنني أتمنى لو أحدث تغييرا بسيطا علني أتحمل متابعته من جديد) من برامج ومسلسلات، حتى الأخبار، ولكنني قررت بعد هذه المدة الطويلة أن أعود لمتابعتها علني أرى تغييرا ولو بسيطا.

بعد ساعة أو ساعتين من متابعة برامج ذلك التلفزيون أحسست فعلا بأنني لم أفتقده ولم أفتقد برامجه ومسلسلاته، إذ شعرت بما تقدمه القناة من برامج بأن الزمن عاد بنا إلى فترة التسعينيات، وعندما غيرت إلى قناة تلفزيونية أخرى وعدت من جديد لهذا التلفزيون الرسمي الخليجي أحسست كأنني في لعبة مع الزمن.

أخبار متأخرة... برامج ضحلة وتافهة... مسلسلات قديمة وأفلام من قدمها تستطيع أن تطلق عليها صفة «تراثية». وليس أدل على سخط مواطني تلك الدولة الخليجية من ذلك التلفزيون إلا نتائج استطلاع للرأي أجري منذ مدة بسيطة فقط، حيث أكد أن 86 في المئة من المواطنين لا يشاهدون التلفزيون الرسمي (حتى لساعة واحدة في اليوم).

«يا أخي ليش يطالعونه وهو به من المساوئ الكثير والكثير»... دعونا في البداية نتحدث عن المذيعات اللواتي تجاوز بعضهن ليس سن التقاعد ووجوههن باتت أشبه بشمع ذائب. كان الأفضل بالتلفزيون أن يحتفظ بهن في متحف الشمع؛ لئلا يفقدن رونقهن، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، وتجري الرياح بما لا تشتهي السفن، إذ مازلن يتحفننا بطلعتهن البهية صباح مساء ليمتعننا بمعلوماتهن الغزيرة التي لم نتلقاها طبعا لا في المدارس ولا في الجامعات حتى في الدراسات العليا وانتظرنا السنوات الطوال لنستمع إليها منهن (يعني بمعنى مختصر كلامهن ومعلوماتهن عليها غبار).

وإذا ما تابعت البرنامج تشعر كأن التلفزيون خاص بالمرأة فقط، إذ هناك برامج للطبخ وبرامج لصحة المرأة وأخرى لرشاقتها، وغيرها من البرامج، وكأن «العائلة» لا يوجد بها أفراد سوى المرأة.

نأتي للناحية الإخبارية... وحقيقة أعتقد والله أعلم أن أبناء تلك الدولة الخليجية يشعرون بالخجل من حال تلفزيونهم، فالإعلانات للقناة تقول إن لديها مراسلين في جميع أنحاء العالم، على حين نحن لم نرَ في أخبارها غير الأخبار الرسمية وبعض الأخبار الدولية التي ترسلها الوكالات جاهزة بالصور.

هناك ما هو أسوأ ولكنني اختصرت عليكم المسافة بهذه المعلومات، ولكن إن كنتم تعرفون الأسوأ فابحثوا عن تلك القناة التي أعتقد أن غالبيتكم قد مسحها من قائمة الفضائيات العربية في جهاز التلفزيون لديه.