العدد 2141 - الأربعاء 16 يوليو 2008م الموافق 12 رجب 1429هـ

البحرين تلج مارثون المحتوى الإلكتروني العربي

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

رحبت اللجنة العليا لتقنية المعلومات والإتصالات برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة باستضافة مملكة البحرين لمقر الجائزة العربية للمحتوى الإلكتروني. تأتي هذه الخطوة تعزيزا لمسألتين: الأولى حرص اللجنة العليا على اقتناص الفرص التي تهيئ البحرين كي تتحول، وبشكل تدريجي إلى صناعة المعلومات، والثانية، استطرادا لما قامت به البحرين في مجال «المحتوى الإلكتروني» عندما احتضنت في العام 2005 اجتماعات التحكيم للجائزة العالمية للمحتوى الإلكتروني.

ويخطئ من يظن، كما يبدو من الوهلة الأولى، أن هذا القرار لايعدو كونه احتفالية إعلامية لعرض محتويات بعض المواقع العربية على الويب. فالمحتوى الإلكتروني أصبح اليوم صناعة متشعبة، تمتد على المستويين الأفقي والعمودي، وفقا لنوع تلك الصناعة والسوق الذي تتوجه له. يكفي العودة إلى تقرير صادر عن الشركتين الاستشاريتين العالميتين «برايسووتر هاوس كوبرز» و»ويلكوفسكي غروين أسوشيتس» والذي يقدر «أن منطقة الشرق الأوسط من المناطق العالمية الرئيسية المساهمة في نمو صناعة الألعاب الرقمية إذ من المتوقع أن تنمو قيمة هذه الصناعة من 1,11 مليار إلي 4,15 مليارات دولار بحلول العام 2010» وتعتبر الألعاب الإلكترونية أو الرقمية من أكثر قطاعات «المحتوى الإلكتروني» نموا وإنتشارا. وعلى المستوى النصي المحض، يمكن الإستشهاد ببروتوكول التعاون المشترك الذي تم التوقيع عليه بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية، واتحاد الناشرين المصريين، واتحاد منتجي البرمجيات التعليمية والتجارية، وإطلاق مبادرة المحتوى العربي الرقمي للكتب والبرمجيات باستثمارات تصل الى 10 ملايين دولار مستهدفة تنمية صناعة المحتوى الالكتروني العربي، وزيادة القيمة المضافة على شبكات المعلومات.

أكثر تخصصا من ذلك هناك المسابقة التي أطلقتها شركة «ارم» لصناعة المجوهرات والذهب والألماس للمصممين الشباب لتصميم أفضل موقع جديد للحلي والمجوهرات لها على شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى تحضير وكتابة المحتوى باللغة العربية. وكما جاء على لسان مسئولين في الشركة فإن أحد الأهداف الكامنة من وراء هذه المبادرة، هو «توجه الشركة نحو إثراء المحتوي الإلكتروني العربي، وتشجيع الشباب على إبداع مواقع إلكترونية جديدة بمحتويات عربية متنوعة».

هذا وقد أشار رئيس مجلس إدارة «ارم» مصطفي نصار إلى «أنه لا يوجد الكثير من المعلومات عن قطاع صناعة المجوهرات في مصر، ولا يوجد مجال يسمح بإتاحة المعرفة اللازمة، والتوعية بالأحجار الكريمة وأنواعها للمجتمع المصري. والهدف من المسابقة توفير حملة توعية بالقطاع بحيث يستطيع المستهلك تقييم نوعية المنتج وتحديد احتياجاته من دون الاعتماد على خبرة البائع فقط».

ولعل أسطع مثال على أهمية المحتوى الإلكتروني هو مليارات الدولارات التي تنفقها الشركات العالمية على الإعلان الإلكتروني، والذي هو شكل من أشكال ذلك المحتوى، وليس هناك دليل أقوى على المستقبل الباهر الذي ينتظر هذا القطاع، من إصرار شركة ياهو على رفض عروض شركة مايكروسوفت المتكررة لشراء الشركة واضعة عشرات المليارات من الدولارات التي لم ترف لها جفون أعضاء مجلس إدارة ياهو، التي لاتزال تحقق أرباحا بمليارات الدولارات أيضا، ومن الإعلان الإلكتروني.

وفي نطاق الإعلان وصناعته وسوقه المتنامية، ننتقل من الإنترنت إلى الهواتف الجوالة، والتي هي الأخرى لها خصوصياتها التي تفرضها على من هم ضالعين في صناعة «المحتوى الإلكتروني» فمؤخرا نشرت مجلة «Arabian Business» على موقعها العربي أرقام تقرير صادر عن شركة «جونيبر» البحثية يؤكد أن «قيمة سوق الإعلان عن طريق الهواتف النقالة ستتجاوز مبلغ مليار دولار للمرة الأولى خلال العام 2008. وتتوقع الشركة البحثية أن تصل قيمة الإعلان بواسطة الهواتف النقالة إلى 1,3 مليار دولار في نهاية العام الجاري مع توقع تحقيق نمو سنوي في السوق بمعدل 42 في المئة ليصل إلى 7,6 مليارات دولار بحلول العام 2013».

كل هذا الظواهر تدفعنا إلى الأخذ بتعريف «المحتوى الإلكتروني» الأكثر تعقيدا، والذي يقسم المحتوى الإلكتروني إلى خمس طبقات هي: التأهيلية، والتواصلية، والتبادلية إذ يتم هنا بالتبادل الإعلامي الذي يستفيد أو يستخدم العمليات الاتفاقية، والمقررة التي تحمل تلك القيمة المضافة التي تمكن من استخدام المعلومة في سيرورة اتخاذ القرار.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2141 - الأربعاء 16 يوليو 2008م الموافق 12 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً