العدد 2141 - الأربعاء 16 يوليو 2008م الموافق 12 رجب 1429هـ

الاحتراف الخاطئ

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

أعلن الاتحاد البحريني لكرة القدم، ولن أقول المؤسسة العامة للشباب والرياضة صاحبة الشأن والآمر الناهي في اتحاد كرة القدم بالذات، عن خطوة جديدة على الساحة الرياضية، تعد بمثابة مغامرة لها أبعاد كثيرة وخطيرة على الرياضة البحرينية. هذه الخطوة تمثلت في عمل عقود احتراف للاعبين الهواة الموجودين في البحرين ويلعبون للمنتخب الوطني الأول الذي يستعد للمشاركة في التصفيات الأخيرة لنهائيات كأس العالم، خلال الفترة من نهاية شهر يوليو/ تموز الجاري وحتى نهاية شهر يوليو العام 2009.

ولكن قبل الخوض في النقاط السلبية الغامضة التي سيكون لها تأثير وخيم على الأندية التي لم تعِ خطورتها، وعلى بقية الألعاب الرياضية التي لم ولن تحظى بمثل هدا الدعم غير الطبيعي، أشيد بدعم حكومة البحرين التي سخرت مليون ومئتي ألف دينار من أجل إعداد المنتخب للتصفيات النهائية، ما يعكس اهتمام القيادة لتأهل منتخب البحرين إلى نهائي كأس العالم.

أما ابرز ردود الفعل السلبي المتوقع سواء على الألعاب الرياضية أو الأندية، فسأوضحها في النقاط الآتية:

- لماذا تم تفريغ اللاعبين الهواة ما داموا موجودين في البحرين، ولماذا الحرص على وجودهم رهن المدرب العجوز ماتشالا الذي سحب البساط من تحت أرجل رجال لجنة المنتخبات! وهل تم التشاور مع الأندية قبل اتخاذ هذا القرار المهم؛ لأن الأندية هي المتضرر الأول والأخير، فهي لن تستطيع دفع مثل هذه المبالغ في المستقبل بعد انتهاء العقد، ولن يكون لها سلطة على اللاعبين بعد انتهاء عقودهم الاحترافية، إذ سيصبح من حق اي لاعب الانتقال إلى أي فريق يدفع له أكثر سواء داخل أو خارج البحرين، وهذه النقطة قانونية ولا تحتاج إلى تفسير، كما أن تفريغ اللاعبين بهذا الشكل سيخلق تسيبا عند اللاعبين أنفسهم؛ لأنهم سيبقون فترات طويلة من دون مباريات رسمية مع أنديتهم التي باتت لا تحكمهم وسيؤدي إلى هبوط مستوى اللاعبين وتدني لياقتهم البدنية وبالتالي تصبح مشاركتهم مع المنتخب ضعيفة!

- أما الخطأ الأكبر في هذا القرار فيتمثل في الإحباط الكبير الذي سيصيب بقية لاعبي المنتخبات الأخرى التي كنا «ننفخ» فيها من أجل الولاء للوطن، والتضحية من أجل رفع علمه، والتفاني والإخلاص على رغم شح الإمكانات المالية... فهذا «النفخ» بات من العيب تكراره من قبل الصحافة الرياضية؛ لأنه متناقض مع المبالغ الكبيرة المقدمة للاعبين المحترفين في منتخب كرة القدم، وأضرب مثلا على هذا التناقض، فيما يخص لاعبي منتخب بناء الأجسام الذين يستعدون للمشاركة في بطولة العالم لبناء الأجسام التي ستقام في البحرين خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، حينما قررت المؤسسة العامة صرف مبالغ شهرية لكل لاعب (200 دينار) ولم تتراجع المؤسسة عن قرارها إلا حينما أثار القضية «الوسط الرياضي» ولوح مجلس إدارة اتحاد اللعبة بالاستقالة الجماعية، ما اضطر المؤسسة العامة إلى التراجع عن قرارها السابق وتقديم دعم مادي للستة شهور المقبلة (40 ألف دينار لجميع أفراد المنتخب)، وهذا المبلغ أيضا لا يعادل المبلغ المدفوع للاعب واحد من الفئة الأولى للاعبين المحترفين في لعبة كرة القدم... وهذا الأمر خطير جدا!

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 2141 - الأربعاء 16 يوليو 2008م الموافق 12 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً