المواطنة... برنامج كنت أشاهده على التلفزيون عن الحياة في أميركا وكان عبارة عن صف يحوي الجنسيات كافة التي استوطنت في البلاد وبات انتماؤهم هو لا شيء غير أميركا... وبعد صف المواطنة كانت تتبعه صفوف لتعلم اللغة الإنجليزية كي يتمكنوا من اكتساب لغة البلاد الأصلية!
المهم أن هذا النظام قد بات قديما... أما من شروط الحصول على الجنسية في هذه الأيام... فهو التمكن من اللغة وأداء امتحان بذلك ولولاه من يحصل عليها! وكذلك في الغرب!
وفي خلال الحديث عن المواطنة كانت المُدرسة تعطيهم شحنات عاطفية تشعرهم فيها بضرورة حبهم للبلاد التي أخذوا جنسيتها بما فيها احترام القوانين العامة... وعدم هدر المال العام كمثل المحافظة على الكهرباء والماء... وعلى نظافة البلاد بحيث يمنع رمي المخلفات في الشوارع وأنه توجد غرامة كبيرة لذلك! وحب الوطن والكثير غير ذلك! وكانت تلزمهم بالتعرف إلى الأمور السياسية في الدولة وضرورة المشاركة في الانتخابات واختيار الرئيس هو جزء لا يتجزأ من المواطنة! والتعرف على حدود الدولة وجيرانها وحتى أعدائها...!
وبدأت أقارن بينهم وما يطبقونه وبلادنا! والتي نرى فيها المتجنسين الجدد... أخذوا الجنسية وبشربة ماء ودون أي جهد... ودون مرور حتى سنوات خمسة على وجودهم على الأقل! والكثيرون منهم لا يعرفون اللغة العربية... ولا حتى اللغة الثانية الإنجليزية!
أما الجاليات الشرقية والتي عاشت دهرا من الزمان في البحرين والتي مازالت محافظة على كل عاداتها وتقاليدها وانتمائها إلى البلاد التي أتت منها وفي كل صغيرة وكبيرة، ولا تتكلم إلا لغتها... وكأنها تعيش في بلادها ودون أي نوع من الانتماء!
الذين بات انتماؤهم كاملا لماضيهم هم وأحفادهم... ويصدرون كل ما يملكونه إلى بلادهم! هي خسارة نحن ساهمنا فيها سهوا ومن غير انتباه، لذلك أرى أنه علينا أن نصحو قليلا وأن نبدأ في تطبيق نظام اللغة وتقدم الامتحان للغة العربية كلاما وكتابة. ويا حبذا أننا قمنا بنشر تعليم اللغة العربية مساء في مدارسنا لغير الناطقين بها، ومن الذين تجنسوا أو سوف يتجنسون، وأن يكون أحد الشروط للجنسية، كما تشكل صفوف لإعطائهم فكرة عن بلادنا وقوانيننا وعاداتنا وكيفية التصرف في البلاد واحترام قوانين المرور والأنظمة عموما... والعادات والتقاليد لأهل البلاد... وديانتهم... إلخ. كي نخلق وشاحا منسجما في المجتمع وعدم وجود فوارق كبيرة بين الجدد والأصليين! وأن تمنع اليافطات (أسماء المحلات) المكتوبة بغير اللغة العربية وإلزامهم بذلك كي لا تصبح البلاد عديمة الهوية.
فالوطن والمواطنة والهوية هي كلمات قد تكاد أن تكون مقدسة، وعلى المواطن أن يشعر بأن هؤلاء مكملون للوطن وليسوا غرباء جاءوا ليلتهموا ثرواته وخيراته وعلى حسابه وحساب أبنائه!
فالمواطن الأول يجب أن يكون دائما صاحب الحق في أن يعيش في مستوى لائق ويتناسب مع ثروات بلاده في المدة التي عاشها في ذلك الوطن، وأن يكون له بيت يمتلك كأهم حق من حقوقه! وألا يأتي الغريب ويأخذ حقه فحب الوطن لا يأتي بين يوم وليلة وإنما هو ينمو وينمى مع عمر والإنسان، وبقاؤه في البلاد هو الذي يعزز الحب للمكان وللإنسان من قبله في البلاد.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 2141 - الأربعاء 16 يوليو 2008م الموافق 12 رجب 1429هـ