قبل 15 عاما، عُرفت البحرين عند جيرانها الخليجيين بطيبة قل نظيرها وكان أكثر ما يميزها تسامح ابنائها والتعاظم عن توافه الأمور وتوأمة في العيش المشترك كنا محل حسد على ما يبدو في السنوات اللاحقة.
البحرين في تلك الأعوام الخوالي، نسمة عليلة بمجرد ذكر حروفها على مسامع مغتربيها... كان إبراهيم حبيب إذا ترنم بأغنية «تبين عيني» تشاطرت قلوب المواطنين على مصراعيها التياعا بحب قرى ومدن البحرين وأهلها.
البحرين لم تكن قبل 15 عاما سنية أو شيعية كانت تفقأ عيون كل من يحاول اللعب بنار الطائفية... أقول قبل 15 عاما، لأن كاتب هذه الأسطر لم يكن ليفقه حتى وهو ابن العشرة أعوام معنى أن يكون هذا الفرد سنيا والآخر شيعيا، إذ كانت براءة الطفولة في ذلك الزمن الجميل تنأى بنفسها عن القبيح المبتذل.
المنغصات أو أزمات الرأي العام في تلك الفترة كانت شبه معدومة، لم تكن تشتكي مناطقها من انقطاع مفاجئ في الكهرباء إلا فيما ندر والمواطن بقراه قبل مدنه مواليا بطريقة عفوية لقيادته السياسية وحكومته وكان يترقب يوم 16 ديسمبر/ كانون الأول للاحتفاء بـ»العيد الوطني» وهو عيد جلوس أمير البلاد الراحل.
أما الجواز الأحمر فكان هو الآخر وسام عز وفخر لكل بحريني خرج من صلب الوطن، إلى أن انقلب الحال رأسا على عقب وصرنا أكثر من غرباء في الوطن، فما الذي حدث؟
إقرأ أيضا لـ "جاسم اليوسف"العدد 2141 - الأربعاء 16 يوليو 2008م الموافق 12 رجب 1429هـ