العدد 2141 - الأربعاء 16 يوليو 2008م الموافق 12 رجب 1429هـ

إبداع أم حرية؟

يقف عنصر الإبداع رديفا لعنصر الحرية، أو هما زوجان ثنائيان لا يراوح أحدهما الآخر إلا وانتقص من كمال التوازن الذي يخلقه له العنصر الآخر، وذلك ما جعل من الفضاء الغربي المساحة الكافية لكل من تحمل نفسه بذرة إبداع لأن تنمو في السماء من دون أن تطرق موهبته سقفا وتقف عنده، فيما كان الإبداع المتجدد هو وسيلة أخرى لنماء الحرية وتكوينها ضمن أطر السياسة، الاقتصاد، والحياة الاجتماعية والثقافية.

الأمر المثير للاهتمام هو أن مساحة الحرية الهائلة هناك، جعلت منافذ الإبداع هي أيضا في تجدد وتكاثر، إذ فيما نصنف الإبداعات ضمن مجالات محدودة، دخلت على المجتمعات الأخرى أساليب إبداع جديدة، وجدناها في بعض برامج دعم المواهب التي تكثر مقاطعها على موقع «اليوتيوب»، التي تتيح للناس التعبير عن رؤاهم وأفكارهم وفق الأساليب التي يريدونها، وذلك ما أنتج الفقرات الاستعراضية المتميزة، التي تقوم فيها المجموعات بالرقص والغناء، بطرق استحدثوها بذاتهم باعتبارها نمطا آخر من الفنون التي جعلتهم يخرجون عن أطر الإبداع التقليدية.

الصندوق الأزرق الذي حبسنا فيه، واستمررنا في الخشية من الخروج منه خوفا من زرق الرقباء أو زرق أفراد المجتمع، قد حدّ من تطور ما لدينا من أساليب، التي هي باختلاف الموضوعات المتجددة باستمرار، التي لا ننكر أنها تتبدل وتتغير يوما بعد يوم، لاتزال الأساليب متشكلة على هيئة القوقعة التي حبست فيها سنينا، ولم تجد بعد في الهواء الخارجي ما يغريها للخروج.

الدفعة اليوم هي للقابعين داخل تلك القويقعات للنظر بجرأة أكبر نحو مجتمعهم الذي انفتح على عصر جديد من الحرية، حتى وإن لم تكن تلك الحرية بابا على مصراعيه، إلا أن الدور يأتي من المبدع لأن يكون هو زينة ذلك الشق المتواضع، والسكينة الماضية التي تقود إلى فتح ذلك الغشاء، ليتنفس المجتمع الحرية بيد مبدعيه.

العدد 2141 - الأربعاء 16 يوليو 2008م الموافق 12 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً