من الصعب أن يولد إنسان ويعيش بعيدا عن أسرته ووطنه، ومن الصعب أن يعيش ذلك الإنسان صغيرا كان أو كبيرا محروما من الفرح والراحة، ومن الصعب أيضا ألا يلقى الإنسان من يحيط به ويوليه جل الاهتمام والرعاية اللازمة، إلا أن الأصعب أن يولد الإنسان محروما من الصحة والعافية، والابتسامة النابعة من الروح المطمئنة والمرتاحة، في الوقت الذي لا تتوافر فيه السبل لتحقيق ذلك.
الطفلة البالغة من العمر 8 أعوام زهراء جواد رضي، وكأن الحياة أسودت في عينيها، وأصبحت لا تفارق الدموع عينها، فكانت أسرة المستشفيات ملاذها للحصول على أكبر قدر ممكن من الراحة التي حرمت منها منذ ولاتها، أمها وأبوها، انقطعت بهما السبل لإنقاذ ابنتهما التي استبشرا خيرا بها حين تطوع عدد من الخيريين في البحرين لمساعدتهما على مصاريف العلاج في الخارج.
وتحتاج الطفلة الآن إلى نحو 10 آلاف دينار بحريني لتغطية كلفة تتمة علاجها في الخارج، وتناشد رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة لتحمل نفقة علاجها وعودة رسم ابتسامتها على وجهها في أسرع وقت ممكن. ويروي والد الطفلة جواد العصفور لـ «الوسط» قصة معاناة ابنته، ويقول: «إن المشكلة بدأت مع الطفلة منذ ولادتها، فهي تعاني الآن من ضعف في البنية الكلية للجسم، وتقوس في غالبية عظام الجسم، وهو ما يؤدي إلى حدوث كسور في مناطق مختلفة من جسمها بسبب الضعف، فإن بداية معاناتها مع المستشفيات والمرض كانت مع بلوغها العام الأول من عمرها حين تعرضت لكسر في إحدى رجليها».
وواصل العصفور «الأطباء في مركز السلمانية الطبي أكدوا أن حالة الطفلة بحاجة لمتابعة وعلاج متواصل، لأنها لا تتحمل أية صدمات في بنية جسمها. وأن على ذلك عمدنا للسفر إلى المملكة الأردنية الهاشمية بعد أن تبرع عدد من الخيرين في البحرين بمبلغ مالي لسداد كلفة علاج 6 عمليات جراحية، إلا أن العلاج لم يكتمل بسبب عدم توافر المبالغ الكافية لإتمام العلاج».
وأوضح العصفور أن «المرض الذي تعاني منه الطفلة يوجد له علاج، وهي موجودة حاليا في مستشفى السلمانية الطبي، إلا أن الأطباء هناك لا يدرون تحديدا ما يجب أن يفعلوه تجاه حالة الطفلة، ولذلك نود أن نعود بها إلى الأردن لمتابعة علاجها هناك مع وجود الأطباء المتخصصين».
وتعاني الطفلة زهراء من تشوه خلقي في الطرف الأسفل الأيسر، وهو مرض يسمى «أوليرا» ويتكون من انحراف شديد في عظام الفذ والساق الأيسر وتجاويف عظمية كبير، وخلل في مناطق النمو حول الركبة والكاحل الأيسر مع قصر في الطرف السفلي الأيسر. وأجريت للطفلة عدة عمليات سابقة، على رأسها تنظيف التجاويف العظمية في منطقة عظمة الفخذ مع تعديل للانحراف الميكانيكي في عظمة الفخذ الأيسر بواسطة جهاز «اليزاروف». كما أجريت لها عملية تنظيف التجويف العظمي أسفل عظمة الساق اليسرى مع تطعيم عظمي، وعملية تعديل تدريجي لعظمة الفخذ اليسرى وتطويل بواسطة جهاز «اليزاروف».
وتحتاج الطفلة حاليا إلى متابعة بشأن العمليات التي أجرتها حتى يتم تعديل عظمة الفخذ وتطويلها، وريثما يتم التحام العظم المزروع في التجويف بأسفل عظمة الساق اليسرى، إذ ستكون بحاجة لإجراء عملية جراحية أخرى بواسطة جهاز «اليزارون» لتعديل تشوه الساق اليسرى مع تطويلها. وتبلغ تكاليف هذه العملية نحو 4500 دينار أردني، وستكون بحاجة إلى عمليات تصحيح لعظام الطرفين العلويين.
كما تعاني الطفلة زهراء بحسب ما أشارت إليه التقارير الطبية من تقوس في الرجل اليسرى واليد اليمنى، ووجود ثقوب في عظام الرجل اليسرى (أكياس هوائية)، بالإضافة إلى بطء شديد في نمو الرجل اليسرى وتأثر العمود الفقري بسبب الضغط عليه، وعدم الاتزان في الحركة المستقيمة.
العدد 2141 - الأربعاء 16 يوليو 2008م الموافق 12 رجب 1429هـ