العدد 2141 - الأربعاء 16 يوليو 2008م الموافق 12 رجب 1429هـ

عرض خاص لفيلم إسرائيلي بالقاهرة

صرحت متحدثة باسم السفارة الإسرائيلية في القاهرة بأن فيلما إسرائيليا حول فرقة موسيقية مصرية لقي قبولا جيدا عند إقامة عرض خاص له في القاهرة بعد رفض مشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

وقالت المتحدثة باسم السفارة الإسرائيلية بالقاهرة شاني كوبر: «إن هذا هو العرض الأول لفيلم إسرائيلي في مصر منذ توقيع اتفاقية السلام مع «إسرائيل» قبل ثلاثين عاما».

وتدور أحداث فيلم «زيارة الفرقة الموسيقية» حول فرقة موسيقى الشرطة المصرية تضم ثمانية رجال يعزفون آلات النفخ النحاسية تضل طريقها في «إسرائيل» وينتهي بها الحال في بلدة صحراوية حيث يستضيف أهالي البلدة أعضاء الفرقة في منازلهم بعدما يعجبون بموسيقاهم. وقالت كوبر: «كان حفل الاستقبال رائعا. كانت أكبر مخاوفي أن يساء فهم العبارات التي تعتبر مضحكة في «إسرائيل» لكن الجمهور كان يضحك في المشاهد التي يراها الإسرائيليون كذلك تبعث على الضحك». وأضافت أن «السفارة الإسرائيلية التي نظمت العرض وجهت دعاوى إلى 140 ضيفا مصريا وأجنبيا ولبى الدعوة نحو 105 أشخاص وكان أكثر من ثلث الموجودين من المصريين وهذا إنجاز رائع». وأثار الفيلم الإسرائيلي الذي لقي قبولا حسنا في مهرجانات سينمائية دولية موجة من الغضب في مصر حتى قبل عرضه بشكل خاص في فندق فور سيزونز بالقاهرة أمس. وكان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي رفض طلبا قدمته شركة «جولاي أوجست برودكشنز» المنتجة للفيلم لمشاركته في المهرجان الذي سبق له أن رفض مشاركة أفلام إسرائيلية في الماضي.

وأشارت كوبر إلى أن شعار مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هو الجمع بين الثقافات لكن المهرجان أثبت العكس تماما عندما رفض الفيلم الإسرائيلي لأن الثقافات ليس لها حدود. ووجه مهرجان أفلام الشرق الأوسط في دورته الأولى التي أقيمت في أبوظبي في أكتوبر/ تشرين أول من العام الماضي الدعوة للمنتجين الإسرائيليين للفيلم. إلا أن القائمين على المهرجان في أبوظبي عادوا وسحبوا الدعوة بعدما هددت نقابة الممثلين المصرية بسحب كل الأفلام المصرية المشاركة في المهرجان على سبيل الاحتجاج. وليس من الغريب أن تقاطع النقابة أي فيلم إسرائيلي شأنها في ذلك شأن العديد من الجهات المهنية في مصر التي ترفض أي تطبيع في العلاقات الثقافية مع «إسرائيل» على الرغم من اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين.

ويرفض مفكرون مصريون وجهات مصرية عدة أي تطبيع مع نظرائهم الإسرائيليين طالما لاتزال «إسرائيل» تحتل أراضي فلسطينية وعربية وتحرم الفلسطينيين من حقهم في إقامة دولة فلسطينية.

وقالت ناقدة فنية مصرية إن «حظر التحدث عن الأعمال الأدبية والأفلام الإسرائيلية يخف شيئا فشيئا في مصر لكن الوضع السياسي يمنع أي تطبيع للعلاقات الثقافية بين البلدين». وأضافت «هناك نقاد في مصر لا يخشون من مدح الإنتاج السينمائي الإسرائيلي الذي يشاهدونه في الخارج».

واشترطت الناقدة عدم ذكر اسمها لأنها عضو في نقابة الصحفيين المصرية التي تتخذ موقفا قويا من أعضائها الذين يؤيدون تطبيع العلاقات مع «إسرائيل».

وأضافت «صحيح أن الفن ليس له حدود وأنا شخصيا أجريت مقابلة مع المؤرخ الإسرائيلي المؤيد للفلسطينيين أفي شالايم لكنني لا أملك الجرأة على نشر هذه المقابلة بسبب الوضع السياسي الحساس».

ورغم المقاطعة الثقافية بين الجانبين المصري والإسرائيلي تحاول السفارة الإسرائيلية في القاهرة إذابة هذا الجليد لذا عرضت الفيلم الذي يتناول رحلة مجموعة من المصريين ويقدمهم بشكل جيد. وقالت كوبر: «إننا غير قادرين على إقامة علاقات طبيعية ولكننا نحاول طوال الوقت». وأضافت أن مخرج الفيلم عران كوليرين حضر العرض الخاص في القاهرة بجانب مسئولين من وزارة الخارجية المصرية ورجال أعمال وأساتذة جامعات. وكان من بين الحضور الكاتب المصري علي سالم الذي قاطعه عدد من زملائه الكتاب والفنانين بسبب زياراته العديدة إلى «إسرائيل». كما حضر الفيلم الكاتب المصري الكبير أنيس منصور الذي كان مقربا من الرئيس المصري الراحل أنور السادات. وكانت زيارة السادات التاريخية إلى القدس العام 1977 وتوقيع اتفاقية السلام بين مصر و «إسرائيل» العام 1979 أثارت غضب الكثيرين في مصر والعالم العربي. وأودت سياسات السادات الموالية للسلام بحياته حيث اغتاله متشددون إسلاميون العام 1981 أثناء عرض عسكري بالقاهرة.

العدد 2141 - الأربعاء 16 يوليو 2008م الموافق 12 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً