أن تكون حرسونا نافقا على ساحل المعامير خير لك من أن تكون مصابا بالسكلر، فالسيدات «الحرسونات» ورغم أنهنّ صرن أمواتا فإنهن محظوظات؛ فكون الوجبة البحرينية لا تخلو من طبق السمك فرض على الدولة أن تبادر إلى دراسة أسباب نفوق الأسماك في ساحل أم البيض خلال 3 أيام، فيما مضت 6 أشهر على الدراسة الخاصة بالتحقيق في وفاة 13 مريض السكلر، فهؤلاء يمكن الاستغناء عنهم، فالبركة في المليون موجودة؟!
مرض السكلر أحد الأمراض القديمة الشائعة في البحرين، وقد اختلفت الأرقام بشأن عدد المصابين بين 50 و17 ألفا، فضلا عن الحاملين وهم كثيرون! صحيح أن وزارة الصحة عملت - حسبما تؤكد - بجد وكفاءة طوال الفترة الماضية ولم تزل للتعريف بالمرض ومحاولة تقديم المساعدة الممكنة، إلا أن ما يراه المصابون شيء آخر، ويستدلون بأن نتائج التحقيق في وفاة المصابين بالمرض لم تكشف رغم مرور 6 أشهر على بدء التحقيق، بالإضافة إلى البطء في إصدار البروتوكول الخاص بعلاج مرضى السكلر، وتقلّص موازنة الوحدة الخاصة بالمرض من 2.5 مليون إلى 930 ألفا، وقضايا أخرى.
معرفة حجم تلك المعاناة ربما يجعلنا نتأنى في التعامل مع هذه الحالات بامتصاص غضبها الذي يتعاظم، إلى درجة أن الجمعية البحرينية للسكلر حذرت من أنّها ربما لا تعود قادرة على «كبح جماح الأهالي الفاقدين لأبنائهم».
إن قضية هذه الشريحة من المواطنين وطنية لابد لها من استراتيجية شاملة تعالج النظرة الدونيّة من بعض الأطباء والمواطنين، مع ضمان اللقمة الكريمة لهم ولأهاليهم، مع مبادرة حكوميّة عاجلة لتلافي التقصير معهم، فهم أعز من الحراسين!
العدد 2140 - الثلثاء 15 يوليو 2008م الموافق 11 رجب 1429هـ