على رغم المستوى المتذبذب من منتخبنا للناشئين لكرة اليد في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2009 والمقامة حاليا في العاصمة الأردنية عمان، والتي ربما يعود بعض أسبابها إلى بعض الخيارات التي يعتمد عليها مدرب المنتخب الجزائري رشيد شريح، فإنه لا يجب أن نحمل منتخب «المستقبل» أكبر من طاقته، إذا ما عرفنا أنه واجه في بعض المباريات أجساما قد تصلح للعب في منتخبات الكبار، فإذا بها تلعب بلباس الناشئين، وهذا ما يحدث في المنتخب الإيراني مثلا الذي يمتلك لاعبين لا يعقل أن تكون أجسامهم كبيرة وأعمارهم صغيرة.
لا نريد أن نحمل الأخطاء التحكيمية السبب في خسارة المنتخب أمام حامل اللقب المنتخب الإيراني، إلا أنها كانت سببا في ذلك، لكن منتخبنا في المقابل كان سببا في تلقيه الخسارة بعد ان كان المتقدم طوال فترات المباراة الأولى.
منتخب «المستقبل» كما يطلق عليه وإن لم يتأهل للنهائيات وخصوصا أن المنافسة قوية بين منتخبات تمتلك حظوظا أوفر على بطاقتين ربما كما أكد رئيس اللجنة التنظيمية لدول مجلس التعاون السعودي نصر هلال، سيظل هو الرافد الحقيقي لمنتخبات الشباب والأول، ومهمة الحفاظ عليه مهمة لجنة المنتخبات بالاتحاد البحريني لكرة اليد، كيلا يكون منتخبات المناسبات كما هي العادة مع منتخبات كرة اليد.
ولعل المستوى الكبير الذي قدمه منتخب الشباب في معسكره الذي أقامه في إيطاليا وحلوله في المركز الثاني في البطولة الدولية الودية التي أقيمت الأسبوع الماضي بعد منتخب مصر وقبل منتخبات أوروبية عريقة في اللعبة، الدليل الواضح على أهمية الحفاظ على منتخب «المستقبل» إلا ما بعد البطولة بسنوات، من أجل أن يتسلسل اللاعبون إلى المنتخبات الأعلى بالشكل الصحيح، وهذا ربما يندرج تحت خطط لجنة المنتخبات بالاتحاد، إلا أن ذلك يحتاج إلى تنفيذ هذه التوجهات وتحويلها إلى عملية.
بيد أن الحفاظ على أمثال هذه المنتخبات وحتى منتخب الشباب الذي نتوقع له أن يكون منافسا شرسا على البطاقات المؤهلة في تصفيات منتخبات الشباب لكأس العالم في مصر 2009، لا يكون فقط بالحفاظ على المنتخب وإشراكه في بطولات ودية وتجمعات أسبوعية وشهرية، وإنما من خلال خطة طويلة الأمد تبدأ من عمل البرمجة الصحيحة لنظام دوري الفئات السنية التي تمد المنتخب بالعناصر واعتماد الأسلوب الصحيح الذي يجبر على خضوع اللاعبين المختارين حاليا للمنتخبات للمنافسة الشرسة الشريفة، وغير المنضمين إلى تقديم صورة طيبة عبر مباريات كثيرة وربما في فترة زمنية قصيرة لتعويد اللاعبين بنظام البطولات الخارجية.
إذا مهما يكن من نتيجة لمنتخب الناشئين في البطولة الحالية فإننا مدعون للحفاظ على هذه المجموعة من اللاعبين وصقلهم بشكل جيد، بل وتوفير طاقم فني معتمد لهذه الفئة يعمل بشكل متواصل على تأهيل اللاعبين، سواء في فترات البيات الشتوي أو حتى في المشاركات الخارجية، وأنا هنا لا أعني إبعاد مدرب المنتخب الحالي ومدرب فريق باربار الجزائري رشيد شريح، إلا أننا ندعو لملاحظة الأخطاء في كل عملية، وخصوصا أننا نرى نجاحا منقطع النظير لمدرب المنتخب الأول والشباب السلوفيني ماجيك في عمله وهو الذي شاهد الدوري مدة وعرف كيف يختار اللاعبين والتشكيلة المناسبة والخطط الأفضل للمنتخبات البحرينية.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2140 - الثلثاء 15 يوليو 2008م الموافق 11 رجب 1429هـ