العدد 2140 - الثلثاء 15 يوليو 2008م الموافق 11 رجب 1429هـ

قرار فظيع!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تم أمس تسريب خبر فظيع إلى إحدى الصحف المحلية بشأن تمكن الهنود والروس الزائرين للبحرين قريبا من الحصول على تأشيرة زيارة من المنافذ بدلا من اضطرارهم إلى طلب التأشيرة مسبقا والحصول على كفيل.

ويبدو أن من صاغ الخبر أراد أن يصل إلى النتيجة المطلوبة في الكذب على الناس بقوله: «من المتوقع أن تشجِّع هذه الخطوة قطاعي السياحة والأعمال وتأتي بنتائج إيجابية لأقاربهم المقيمين في البحرين»!

ويكمل صاحب الخبر بشارته بالقول: «إنهم لن يضطروا إلى طلب الحصول على كفالة ولن يحتاجوا سوى لجواز سفر صحيح وتذكرة عودة وحجز فندق أو بيانات أحد أفراد عائلتهم في البحرين». وفي خاتمة الخبر تحذير بالعقوبة الصارمة لمن يستغل هذه الاجراءات الجديدة! (عاد ارتعدوا من الخوف)!

الزملاء في قسم المحليات حاولوا طوال يوم أمس (الثلثاء) الاتصال بمصادر «الهجرة والجوازات»، للتأكد من صحة الخبر، ولكن لم يحصلوا على جواب، حتى الثامنة والنصف مساء. وهو ما يعزز الشكوك بأن هناك من له «مصلحة» بإلقاء هذا الخبر القنبلة لجسِّ النبض.

هذا القرار الفظيع يفتح آلاف الأسئلة، التي تتعلق بجميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والأمنية والصحية... والسياسية أيضا. فمثل هذا القرار الفظيع ستطال آثاره النواحي والمجالات كافة.

لن نتكلم عن التجنيس العشوائي والتغيير الديمغرافي وخلخلة التركيبة السكانية... إلخ، لكي لا نُتهم بتسييس الأمور، فالقرار سيكون حتما ضد مصلحة الجميع. والحديث عن «نتائج إيجابية» سيجنيها أقارب المقيمين ضحكةٌ من النوع السمج، أمام الأضرار الكبيرة التي تهدد البلد، وأولها تأثير ذلك على أعداد الأجانب الذين أصبحت نسبتهم تناهز نسبة المواطنين للمرة الأولى في تاريخ البحرين.

ثم هل سألتم أنفسكم عن آثار هذا القرار الفظيع على نسبة العمالة السائبة؟ كم سيبلغ عدد الـ «فري فيزا» إذا سُمح بدخول الأجانب بهذه الطريقة السائبة جدا؟ ألا يوجد الآن أكثر من 300 ألف عامل سائب في السوق لا تعرف الدولة أي شيء عنهم؟ وما هو تأثير هذا القرار الفظيع على مشروع إصلاح سوق العمل؟ وما تأثيره على سوق العمل نفسه؟ وما مصير محاولات وزارة العمل لحل مشكلة البطالة وتدني الأجور؟ ألا يكشف ذلك عدم وجود أي تنسيق بين الأطراف الحكومية... فما يبنيه طرفٌ في سنوات يهدمه طرفٌ آخر في لحظات؟

ثم ويش قصة «السياحة»؟ نورونا... صارحونا. نود أن نسأل: من هو «المستفيد» من هذا الإجراء الغريب؟ ومن هم «المتضررون»؟ لسنا ضد الهند ولا روسيا، فنحن نعتقد بصداقة هذين الشعبين العريقين للعرب عموما، لكن هل سيخدم هذا القرار مصالحهم أم مصالحنا؟ السفير الهندي في المنامة كان يتفاخر قبل أسبوع بأن 5000 عامل هندي يدخل البحرين شهريا، وقد بشرنا (أو أنذرنا) بأن الجالية الهندية ستصل إلى 300 ألف مع نهاية الشهر المقبل... هذا مع «الفيزا» والكفيل وجميع الاجراءات الرسمية، فكم سيبلغ تعدادها مع هذا القرار الخطير؟

ثم ما هي حكاية الروس؟ ألا تخافون مما يجري في بعض دول الجوار وما تنشره صحافتها من أخبار غريبة عجيبة عن «مافيات» و «تجارة بشر» و «تجارة جنس» و «تهريب» و «تبييض أموال»؟ نعوذ بالله!

قرارٌ مدمرٌ وخطيرٌ... لكن سيزول العجب لو عُرف: من المستفيد؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2140 - الثلثاء 15 يوليو 2008م الموافق 11 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً