ماذا نفسّر اعتداء بعض المتنفّذين على مقابر أخواننا من الطائفة الشيعية؛ أهو بغض من قبل المتنفذّين، أم هو الجشع ببيع الأرض على حساب جيف الناس، التي من المفروض أن تكون لهم حرماتهم؟!
أعتقد أن الكره وصل حدّه، وبأن مفهوم الطائفية فهمناه بطريقة قبيحة جدا، من خلال المتنفذّين إذا صحّ الكلام، الذين سطوا على حرمات الآخرين، بل وأدموا قلوبهم من خلال نبش المقابر والاستهتار بعواطف الناس وضربها عرض الحائط.
قرأنا خلال الأيام المنصرمة الكثير من المقالات والتقولات على الطائفية، ووجدنا الكثير من الصحافيين الذين تطرقوا إلى سرقة بعض المتنفذّين لمقابر بوري والمالكية وصدد وسار والهملة، وكلها كما نعرف مقابر لإخواننا الشيعة، كما وجدنا مجموعة أخرى من الصحافيين المتقوّلين على من يتكلم ويكتب من جوف قلبه وقهره عن هذا الموضوع، وأصبح قلم هؤلاء المتقوّلين نارا تلظى كلظى نار جهنم على المساكين المطالبين بحق بسيط من حقوقهم.
ان الاستيلاء على 11 مقبرة في البحرين، لهو استيلاء على هوية البحرينيين، ودوس للكرامة التي تعودنا عليها وطحنها تحت أقدام المتنفذّين، متخذين شعار «أنا فوق القانون»، وللأسف لا يعلم هؤلاء بأن لا أحد فوق سلطة القانون أو الملك.
ومن جهة أخرى، نستغرب من حال وزارة العدل وحال وزيرها، ومتشوشين من طريقته في معالجة هذا الموضوع الذي قد يوصل الكثيرين وأولهم الحكومة إلى محالك خطيرة نحن في غنى عنها، اذ ان تصريح الوزير لم يكن مستساغا، وخصوصا بعد أن نوّه إلى عدم إرسال المتضررين بخطاب رسمي له بذلك.
هل كان ينتظر الوزير حدوث معجزة من السماء لحل المعضلة، أم انتظار تدخل القيادة لوقف المهزلة والنصب على قبور الأموات، أم ماذا كان يجوب في خاطر الوزير؟ لماذا لم يقتد بسمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة بالنزول إلى أرض الحدث قبل تفاقم المشكلة، والبت في علاجها عند اللحظة؟
ان هذه الشدّة التي نتجت عن الاستيلاء على القبور، ما هي إلا وصمة عار وصمت في يد وزارة العدل، وما هي إلا نقطة سوداء تستدعي تدخل رئيس الوزراء بحنكته لإنهائها، لأنها تحتاج إلى قطع وربط والى عدم تداولها في الصحافة، أو زيادة القيل والقال، إذ انها مأساة يجب أن تنتهي من تاريخنا، بل من يد المتنفذّين المتجبرين على قبور أجدادنا.
لقد تم الاعتداء على مقابر اخواننا الشيعة في وضح النهار، وغدا سيتم الاستيلاء على مقابر السنة، فالقضية ليست طائفية دينية، وإنما هي عنصرية المتنفذّين على الناس البسطاء، ولو سكتنا وأقفلنا شفاهنا فسنجد بأن هؤلاء المتسلطين سيزيدون تسلطا!
وأعتقد بأنه أصبح علينا أن نشتري قطعة أرض ونسجّلها في السجل العقاري، ونوصي أبناءنا بأحقية دفننا فيها، حتى لا يقوم أمثال هؤلاء المتنفذّين بالاعتداء على حرمات قبورنا، فالسطو على القبور أصبح عادة لمن لهم يد تطال الحرمات.
يجب ألا يظن بعض الناس بأنهم فوق القانون، الذي يحاول الكثيرون التحايل عليه، يوم بالواسطة ويوم بالمركز، والله العالم بقية الأيام بأي أسباب!
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2140 - الثلثاء 15 يوليو 2008م الموافق 11 رجب 1429هـ