في كل سنة تتكرر المشكلة لدينا في البحرين، فمع بدء فصل الصيف الحار تبدأ مشكلات الكهرباء في المناطق ذاتها التي تعاني سنويا. ومن خلال خبرة شخصية، فإن مجمع 539 في بني جمرة يتقدم الصفوف سنويا في انقطاع الكهرباء، والمشكلة متكررة من دون طرح أي حل مناسب منذ عدة سنوات. ففي الأسبوع الماضي تكرر الأمر، إذ تم تخفيض الكهرباء التي تصل إلى المنازل، وفي كل منزل ستجد أن غرفة واحدة تعمل، أو نصف المنزل توجد فيه خدمة كهربائية ونصفه الآخر من دون شيء. استمر الوضع خمسة أيام، وبعد ذلك انقطعت الكهرباء لمدة يوم واحد بانتظار الحل المؤقت الذي سيستمر لفترة ثم تعود المشكلة.

المجمع يحتوي ضمن مخططه الأول على محطة فرعية، ومكان المحطة جاهز منذ الثمانينات من القرن الماضي، ولكن هذه المحطة لم تنشأ أبدا، ولا يبدو أن هناك تحركا لإنشائها والقضاء على المشكلة المتكررة. فالجهد الذي يقع على «الكابل» يزداد مما يؤدي إلى احتراقه، وتقوم الجهة المختصة بتبديل الكابل، ولكنه سرعان ما يحترق مرة أخرى مع ازدياد درجات الحرارة وازدياد الجهد. وعندما تنقطع الكهرباء يفر جميع من بداخل المنازل إلى سياراتهم ومن ثم إلى أي مكان آخر هربا من جحيم الطقس الذي لا يطاق.

ترى... إلى متى سيستمر هذا الوضع؟ وهل بإمكان البحرين أن تتحمل كل هذه التوسعات العمرانية إذا كانت المنازل تعاني من انقطاع الكهرباء المتكرر؟ ثم لماذا لا توجد حلول أخرى حتى لو كانت غير تقليدية، مثل الاعتماد على الطاقة الشمسية؟

هناك أسباب يذكرها البعض لعدم دخول البحرين في عصر استخدام الطاقة الشمسية، ولكنها أعذار بحاجة إلى مراجعة مرة أخرى. فحرارة الشمس المرتفعة لدينا يمكنها أن توفر لنا طاقة كهربائية، وهذه الطاقة يمكنها تشغيل نظام لتكييف الهواء... وهذا تطور تكنولوجي موجود، وكانت إحدى الشركات الألمانية قد أعلنت عن طرحها مثل هذا المنتج قبل نحو 8 سنوات. والنظام من هذا النوع يحتاج إلى نحو 100 متر مربع لاستقبال الطاقة الشمسية، ويمكن تثبيت الأجهزة والصفائح كمحطة مرتفعة في مكان ما، ويمكن للطاقة المنتجة أن توفر الحرارة اللازمة لتكييف الهواء، وفي فصل الشتاء يقوم النظام نفسه بتسخين الماء. ومثل هذا النظام يعتمد اللامركزية وهو حميم للبيئة. ولربما نكون بحاجة إلى الانتقال إلى مثل هذه الأنظمة، حتى لو كانت مكلفة، لأنه لا يبدو أن أنظمتنا الكهربائية التقليدية ستصلح بشكل مقبول في المستقبل المنظور.