العدد 2140 - الثلثاء 15 يوليو 2008م الموافق 11 رجب 1429هـ

الأسطورة صباح توقف زمن وسام بريدي في آخر حلقة

منذ أن منحها عشاق صوتها الصدّاح لقب «الشحرورة»، في بداية مسيرتها الفنية، وحتى التصق بها لقب «الأسطورة»... اليوم وبعد مرور عدة عقود من الزمن، نجد أن عميدة نجمات الغناء العربي، جانيت فغالي، المعروفة باسم «صباح»، قد اشتهرت بمجموعة من الألقاب، مثل «الصبّوحة»، و «ست الكل»، و «شمس الشموس»، غير أنها تعترف بتمسكها بآخر الألقاب، «الأسطورة»... ومعها كل الحق، فالتسمية تنطبق عليها فعليا، بعد أن عاصرت العمالقة في عالم الفن على مر الأجيال، وزاملتهم لتقديم أروع الأعمال، مثل وديع الصافي، محمد عبدالوهاب، فريد الأطرش، محمد فوزي، عبدالحليم حافظ... وآخرين كثر...

صباح التي مازالت الأجيال المتعاقبة تتساءل عن لغز شبابها قاهر الزمن، وتصر أجيال المغنين الشبان، من الذكور والإناث، على استعادة أروع ما غنت على إيقاعات هذا العصر، حلت ضيفة عزيزة مع الإعلامي وسام بريدي في آخر حلقة من «وقف يا زمن» في حلته الحالية، لتختصر مسيرة 65 عاما في حلقة من أروع إطلالات صباح التلفزيونية.

أتذهبين لمصر؟

من ذكريات صباح، لابد أن تتذكر قصة دخولها السينما المصرية في أيام عزّها. بدأت الحكاية حين كانت مع أهلها على مائدة الغذاء في منطقة الضبية، وقتها سألها قيصر يونس (زوج أختها آسيا داغر) «أتذهبين لمصر؟»... لماذا ذهبت للكنيسة وقتها وكيف تحقق حلمها بلقاء ليلى مراد؟ عند وصولها مصر تتذكر كيف قال لها فريد الأطرش: «ارجعي للمدرسة بعد بكير عليكي»، تتذكر أيضا سكنها بالقرب من فريد الأطرش، فكان يسمعها الألحان من النافذة، فإذا أعجبت باللحن أبقت النافذة مفتوحة، وتغلقها إن لم يعجبها!

صباح... «مدام بانك» والعريس جاهز!

في زمن الصراحة، اعترفت بأنها لم تكن عاطفية أبدا مع من ارتبطت، وكانت تمثل دورا، والعاطفة الحقيقية كانت لأهلها وأولادها. ومن بين الأشخاص الذين ارتبطت بهم، تعترف أن جو حمود هو الذي يمثّل الحب الحقيقي في حياتها! وفادي لبنان الأهضم علما أن ارتباطهما مع بعضهما بعضا دام الفترة الأطول (17 عاما)! ورشدي أباظة الأصدق علما أن ارتباطهما سويا دام فقط عاما واحدا، وكان يرسل إليها كل يوم وردة حمراء! وعلى رغم هذا تعترف بأن غالبية الأزواج ارتبطوا بها طمعا في أموالها «مدام بانك» وشهرتها! وتكملة لحديث العرسان، تعترف بأن عريسا في الـ 55 من عمره طلبها من جوزيف حديثا، والمضحك أنه كان جاهزا لكل شيء، بما فيه تصميم فستان العرس عند المصمم غسان أنطونيوس.

من هي الشحرورة الصغيرة؟

وفي الفن تطرقت إلى أعمالها المصورة أخيرا، هل صباح اختارت رولى سعد أم العكس صحيح، تروي لنا صباح كيف حصلت فكرة «يانا يانا»، وكيف كانت صباح حصان طروادة بالنسبة إلى رولى لدخولها الفن من بابه العريض. وعن العائلة، ذكرت صباح أن عقدتها في الحياة ابنتها هويدا! دانيال، بنت ابنها صباح شماس تشبهها كثيرا ويسمونها «الشحرورة الصغيرة»، وصباح قلب كبير يفيض الحب من جنباته ليغدق بلا حساب... وبتكتم شديد أحيانا على القاصي والداني... أحبت أهلها ووطنها لبنان، حتى كانت تشترط وجود أغنية لبنانية في كل أفلامها المصرية. وعلى رغم هذه الطيبة والشفافية هي تبكي فقط عند موت أحدهم، وعندما تصلي لوالدتها التي ماتت وهي صبية.

طموحها كان دائما «الدينمو» الذي يدفع بها للأمام، لا يعوقها عائق، تقول: «كنت كالديزيل Diesle وماشية» حتى أنها عندما رأت بعينيها قريبتها التي خانتها مع زوجها، فضلت أن يرحل الزوج وتبقى القريبة... جرحت لكن لم تعلّق وأكملت حياتها!

الحياة ضحكت لها وأمنيتها قبل الموت...

قيل الكثير عن حبها للحياة، وقد يصح القول إن الحياة هي التي تحبها... الحكمة التي اكتسبتها من خلال الأعوام: «اضحك تضحك لك الدنيا» وتعترف بأن الدنيا ضحكت لها في كثير من الأوقات وبسخاء وهذه الأيام في حياتها الآن هي أجمل ما تعيش، تقولها وكلها تمني بأن ينصفها التاريخ ويكتب عن غنائها لوطنها وإخلاصها لبلدها وعن لونها الغنائي الخالد، وعزمها على مجابهة تحديات الحياة، وتقول: «حين يدق الموت بابي أتمنى من ربي أن يكون مماتي في فراشي»!

معجبوها بالملايين... وأغانيها بالآلاف... والأفلام بالمئات... والمسرحيات بالعشرات... ومن الأزواج عدد لا بأس به، رحل غالبيتهم... ومن الأبناء اثنان يعيشان في المهجر البعيد... وصباح أناقة بلا حدود، مهما حاول الزمان أن يترك آثار براثنه على الجمال البهي الذي يقاوم بكل ما أوتي من التحدي والكبرياء...

صاحبت أكثر من 85 فيلما بين مصري ولبناني و27 مسرحية لبنانية وما يزيد على 3000 أغنية بين مصري ولبناني، هي التي زيّنت مسارح العالم، ولاتزال تتمتع بالتواضع المميّز، تواضع العمالقة في الفن، وتعلّق «الزمن الذي نعيشه مليء بالتناقضات، إنه عصر اللاشيء، والتفاهة اجتاحت كل الميادين، حتى باتت الأمية في عقول المعلمين»!

ماذا يجعل صباح نادمة الآن؟ هل شهرة صباح منعتها من الاهتمام بأولادها؟ وما الرسالة المهضومة التي وجهتها إلى السياسيين؟ علما أنها تعترف بأنها تحب السياسيين وليس السياسة! وتقول لكل اللبنانيين: «حافظوا على وطنكم، لأننا من دون هذه الأرض، نصبح ريشة في مهب الريح».

العدد 2140 - الثلثاء 15 يوليو 2008م الموافق 11 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً