العدد 2139 - الإثنين 14 يوليو 2008م الموافق 10 رجب 1429هـ

التفريغ مشكلة عالمية

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

تتوارد الأنباء العالمية بشكل متواتر عن صعوبات تفريغ اللاعبين فوق الـ23 عاما للمشاركة في أولمبياد بكين 2008 المقررة في شهر أغسطس/ آب المقبل وسط معارضة أنديتهم للسماح لهم للمشاركة مع منتخباتهم في ظل أن قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لا تجبر الأندية على السماح للاعبيها بالمشاركة كما هو الحال في كأس العالم أو في البطولات القارية والتصفيات المؤهلة لها.

المشكلة لم تعد تتعلق باللاعبين فوق الـ 23 عاما وإنما شملت أيضا اللاعبين الذين تتوافق أعمارهم مع قوانين المشاركة في الأولمبياد، ومن ضمنهم اللاعب البرازيلي دييغو الذي يقاوم ناديه الألماني بريمن رغبة اللاعب في المشاركة بعد أن شعروا أن الفيفا ليس لديه الكثير ليفعله في حال عدم السماح للاعب بالمشاركة، إذ صرح المدير العام لنادي بريمن كلاوس ألوفس بقوله: «من الواضح أنه إذا لم نسمح برحيل دييغو لن نواجه أية عقوبات!».

والأمثلة كثيرة أيضا في هذا المجال وخصوصا للاعبين فوق الـ23 عاما، ما دفع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر إلى مطالبة الأندية بمزيد من المرونة في التعامل مع اللاعبين، غير أن ذلك لن يكون كافيا كما يبدو في ظل غياب قوانين ملزمة للأندية.

مشكلة تفريغ اللاعبين للمشاركة في المنتخبات والتي سيعاني منها بكل تأكيد منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في مشاركته في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم هي مشكلة عالمية تعاني منها جميع المنتخبات التي تسعى إلى التغلب عليها بطرق عدة، فاللاعب المحترف لن يتاح لمنتخبه قبل 3 أيام من موعد المباراة بحسب ما تنص قوانين الفيفا، وهو ما تأقلمت عليه المنتخبات العالمية التي رتبت أمورها بحسب ما تنص عليه هذه القوانين، بينما مازلنا نحن في المنطقة العربية بعيدين عن هذه الأمور.

فالمملكة العربية السعودية مثلا ظلت تمنع لاعبيها لفترة طويلة من الاحتراف الخارجي؛ وذلك لاتباعها سياسة المعسكرات الطويلة قبل مختلف المشاركات، ونظرا إلى وجود جميع لاعبيها في الدوري المحلي فإنها كانت قادرة على التحكم في موعد المعسكرات وطولها وتطوع الدوري المحلي ليكون في خدمة المنتخب، وهو ما حرم في الجانب الآخر منه اللاعب السعودي من التطور العالمي نظرا إلى محدودية مستوى الدوري المحلي.

على المستوى العالمي يختلف الوضع تماما، فاللاعب المحترف يلعب في دوري محترفين يمتاز بالقوة والسرعة والجماهيرية، لذلك يكون هذا اللاعب في قمة مستواه اللياقي والفني وهو في غير حاجة إلى المعسكرات الطويلة التي تسبق مباريات التصفيات، ويكفيه 3 أيام فقط قبل المباراة للاستعداد والتدرب على خطة وطريقة اللعب.

منتخبنا الوطني تنتظره مرحلة صعبة وسنواجه مشكلات كثيرة في تفريغ اللاعبين وخصوصا المحترفين منهم وذلك في ضوء قوانين الاتحاد الدولي، وبالتالي على مدرب المنتخب والجهاز الإداري وضع جميع التصورات أمامهم لمرحلة الإعداد بدل الاعتماد على تعاون الأشقاء كما يرددون دوما؛ لأن هذا التعاون لم يعد له مكان في كرة القدم الحديثة!

فالقوانين واضحة والأندية قادرة على فرض شروطها على لاعبيها المتعاقدة معهم، وهذا ما وجهته تحديدا لمدرب منتخبنا الوطني قبل 4 سنوات من الآن الكرواتي ستريشكو قبل انطلاق تصفيات كأس العالم وفي مؤتمر صحافي عقد في اتحاد الكرة، عندما سألته عن خطته في حال عدم موافقة الأندية الخليجية على تفريغ لاعبينا بفترة كافية كان يطالب بها المدرب، فثارت ثائرته وانتقد السؤال بدل الإجابة عليه لأنه كان يريد لاعبين مفرغين تماما، وهو ما لم يحصل عليه في ظل الكم الهائل من المحترفين في ذلك العام!

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2139 - الإثنين 14 يوليو 2008م الموافق 10 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً