في مقابلة قرأتها للفنانة الاستعراضية روزي وهي واحدة من «الفنانات» اللاتي بتن يسيطرن على المساحة الأكبر من الساحة الفنية العربية، وهن طبعا حاصلات على تقدير امتياز في «الرقص والعري»... قالت إن ما تقدمه من «فن» يندرج في إطار البراءة والدلع لا شيء آخر، وإنها تفضل العري على «الخبثانة» (الخباثة)، وإنها في كليب «حادي بدي» لم تكن تستطيع أن تغطي بطنها لأن الدور يتطلب منها أن تكشفه، وإن كل ما يقدم من إغراء وإثارة هو تمثيل، وإنها تحلم ذات يوم بأن تقدم عملا تظهر فيه كل «مواهبها الشاملة»... «يا عيني هو ناقص حاجة كمان لم تقدميها».

روزي قالت في المقابلة، وعند سؤالها عن مطربات العري التي تصنف بأنها إحداهن: «ينظر إلى هذه الموجة أنها عري لأنه يوجد فنانات ليس لديهن الحد الأدنى من الفن، وطبيعية هذه النظرة، لكن يمكن أن تكون فنانة وتلبس عري والعري مش دائما غلط... يوجد عري ناعم ومرتب، ويوجد عري زائد عن حده... فولجير يعني» (إذ لم تكن تلك «موجة عري» فماذا نسميها يا روزي؟!).

بعد كلام روزي نحن نقول لمطربات العري: العري عري وليس هناك حد أدنى وحد أقصى! فإلى متى سنظل نتلقى الصدمات التي تخجلنا دائما من أولئك المطربات عبر الفيديو كليب؟ فكل يوم نتلقى صدمة من خلال الفضائيات الغنائية التي تعرض بضاعتها على العالم بلا رقيب أو حسيب، وأصبح التنافس بين مطربات العري كليب على من تتعرى أكثر من الأخرى، فهؤلاء المغنيات دخلن ثورة جديدة في عالم الأزياء، ثورة أدت إلى أن يختصرن أزياءهن إلى «الربع»، ومثل ما قال الفنان عادل إمام في مسرحينه الشهيرة «الواد سيد الشغال»: «مستخسرة تشتريلك ربع متر».

فهؤلاء المطربات تجاوزن المحظور والمحتمل بأعمالهن المصورة... ويبدو أن العام الحالي سيكون أكثر جرأة من العام الماضي، وسيكون عام «نزع الملابس» هو شعار هؤلاء المطربات اللاتي تعتقدن أن العري هو موضة عالمية يجب ألا يتخلفن عنها، يساعدهن على ذلك بالتأكيد وجود فضائيات تعرض أعمالهن التي تمنح العيون فرصة البحث والتفتيش في أدق تفاصيل هذه الأجساد النارية... لكن فليتذكر هؤلاء أنهن حطب لنار جهنم ليس إلا.