الساعة الثانية عشرة و11 دقيقة بعد منتصف الليل أمس (12 يوليو/ تموز 2008) تسلّمت مكالمة من وزارة الإعلام تطلب عدم نشر أي خبر يتعلق بزيارة جلالة الملك إلى السعودية إذا كان مربوطا بالحديث عن الإفراج عن البحرينيين الثمانية المعتقلين في سجن الحائر بالسعودية منذ 134 يوما؛ لأن ذلك - بحسب الوزارة - قد يؤثر سلبا على موضوع الإفراج عنهم. وعليه تمت إزالة خبر كان يتحدث عن أن الإفراج أصبح قاب قوسين أو أدنى بعد التدخل الشخصي والحنون لعاهل البلاد حفظه الله.
وفي الساعة الثانية و22 دقيقة من فجر السبت (12 يوليو) تسلّمت «الوسط» رسميا الخبر المفرح من وزارة الخارجية «الإفراج عن الثمانية الآن». وكانت «الوسط» حينها قد ذهبت إلى المطبعة، ولذلك تم تجديد الخبر على موقع «الوسط أون لاين» مباشرة، وفرح القراء بالخبر شاكرين جلالة الملك على هذه الخطوة الريادية.
لقد أفرح جلالة الملك قلوب الأهالي والبحرينيين الذين اغتمّوا لغياب ثمانية من شباب البحرين في غياهب السجون لمجرد خطأ اقترفوه بضياعهم في السعودية، ودخولهم عن غير قصد منطقة عسكرية محظورة... الأشهر الخمسة التي مضت كانت قاسية جدا، ولكن الإفراج عنهم من دون شك سيساهم في معالجة الآلام.
المعتقلون الثمانية أفرج عنهم بعد تدخل مباشر من جلالة الملك حمد إثر لقائه نائب خادم الحرمين الشريفين في جدة مساء أمس الأول، وكان أهالي المعتقلين الثمانية قد توجهوا للرياض في وقت سابق من يوم أمس الأول لمقابلة أبنائهم، ولكنهم بدلا من الذهاب إلى السجن فإنهم سيعودون بهم بإذن الله.
وقد كان اللقاء الذي جمع الملك قبل أيام مع الشيخ أحمد العصفور مفرحا؛ لأن جلالته وعد خيرا بشأن السعي للإفراج عن الثمانية، وكانت تلك الإشارة واضحة إلى انعقاد عزم الملك (ممثلا لرأس الدولة) على حلحلة الموضوع. وهو موضوع تعقد كثيرا بعد أن حاول بعض المغرضين الذين لا يحبّون للبحرين خيرا إشاعة أخبار كاذبة بشأنه، في مقابل جهود حثيثة بذلتها جهات عدة من بينها هيئة حقوق الإنسان السعودية التي أرسلت ممثلا لها إلى البحرين للقاء الأهالي قبل عدة أسابيع، وأكدت سعيها بما تمتلك من اتصالات لمتابعة الملف.
و «الوسط» من جانبها أطلقت حملة للدعوة للإفراج عن الثمانية، وتسلّم موقع الصحيفة الإلكتروني (الوسط أون لاين) 150 ألف صوت (علما أن الشخص لا يستطيع أن يصوّت أكثر من مرة) تضامنوا مع الثمانية وأهاليهم، وطالبوا بالإفراج عنهم... وقد حقق جلالة الملك أمنيتنا جميعا، فشكرا له، ولكل من عمل من أجل إرجاعهم إلى ذويهم.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2137 - السبت 12 يوليو 2008م الموافق 08 رجب 1429هـ