تسببت حالات الغيرة من أبطال المسلسلات التركية المدبلجة في وقوع بعض حوادث الطلاق في العالم العربي، بعد أن طلبت نساء عربيات من أزواجهن أن تتم معاملتهن برومانسية على غرار ما يفعل مهند مع زوجته في مسلسل «نور»، أو أن يبدي عواطف جياشة كالتي يطلقها يحيى في مسلسل «سنوات الضياع»، وذلك وفقا لما ذكرت عدة تقارير إخبارية نشرتها وسائل الإعلام أخيرا.
«بسنا والله احنا ملينا من هالسوالف... لماذا الناس مهووسة لهذه الدرجة بأبطال المسلسل؟!»... هكذا يتساءل الكثيرون منا. حاورت نفسي مرارا وتكرارا، فتوصلت - وربما أكون مخطئة - إلى نتيجة أن الهوس ليس بجديد علينا، وكما يقول المثل «القديم كحله والجديد يحلى»، فأنتم تلاحظون أن جميع المشاهدين على اختلاف أفكارهم ومعتقداتهم هوسوا في التسعينيات بالمسلسلات المكسيكية والفنزويلية والأرجنتينية عندما كانت تعرض علينا، حتى أننا مازلنا نذكر أسماء أولئك الأبطال الذي دخلوا قلوب المشاهدين نتيجة رومانسيتهم، تماما كما يحدث الآن مع أبطال المسلسلات التركية... ففي السابق كانت «ماري مار» أو «ماريا مرسيدس» فتاة أحلام غالبية الشباب المراهق، ثم جاءت «غوادالوبي» و «أنطونيلا»... أما الفتيات «فيا عيني» فقد ركزن على «أليخاندروا»، و «سيرجيو» وآخر لا استطيع تذكر اسمه لأنني لست من هواة متابعة المسلسلات المدبلجة.
أما اليوم، وعلى رغم أن هناك بعض القنوات العربية، مازالت تعرض المسلسلات المدبلجة المكسيكية والفنزويلية، إلا أن المشاهدين لا يعيرونها اهتماما وذلك كله من أجل عيني الضيف الجديد «نور» و «سنوات الضياع»، على رغم أن هناك ضيفا آخر جاءنا من تركيا مثل «حبيبتي سامسوج» و «جوهرة القصر»، وأعتقد أنهما مسلسلان جميلان يستحقان منا المتابعة، فالأول يحكي قصة حب جميلة والآخر يحكي قصة حقيقية لأول طبيبة ملكية في كورية... شخصيا تابعت مسلسل «جوهرة القصر» وقد كتبت عنه كثيرا، كما أنني تابعت من باب الفضول حلقات من «نور» ومن «سنوات الضياع» فلم أجد قصة جديدة أو مثيرة أثارتني كقصة «جوهرة القصر» التي يعرضها تلفزيون البحرين حاليا ومن قبله عرضها تلفزيون دبي... ترى لماذا الناس لم تتأثر بالمسلسل الكوري على رغم أنه نوع جديد يصلنا في الوطن العربي، وتأثرت بالمسلسلين التركيين؟!. هل ينقصنا الحنان والرومانسية في وطننا أم تنقصنا المعرفة الحقيقية بثقافات الشعوب؟!
لا أنكر أنني تابعة الحلقات الأولى من «سنوات الضياع» و «نور» وكتبت عنهما أنهما يمثلان قصة جديدة، ولكنني اليوم أتراجع عن كلامي، فالقصة طالت وباتت مملة جدا، حتى وإن اعتقد البعض بأنها مثيرة وتستحق المتابعة... ومع احترامي لجميع الآراء، إلا أنني نادمة لمتابعتها والكتابة عنها.
العدد 2136 - الجمعة 11 يوليو 2008م الموافق 07 رجب 1429هـ