العدد 2136 - الجمعة 11 يوليو 2008م الموافق 07 رجب 1429هـ

ثقافة «نور» الجديدة

في حدود منزل فاره تدور قصة المسلسل التلفزيوني التركي «نور» الذي تبثه القنوات الفضائية اليوم باللهجة السورية ويسيطر على شريحة - لا بأس بها - من المشاهدين العرب.

في حدود هذا المنزل الذي يقع في منتصف بحيرة جميلة، لعائلة ارستقراطية تركية، تبدو مشغولة بحياة «نور» و «مهند» ومشاكلهما التي لا تنتهي على امتداد حلقات مطولة تقترب مما عودتنا عليه سابقا، طفرة المسلسلات المكسيكية.

وخلاف أن تكون المسلسلات المكسيكية قد أثرت على مجمل قاعدة المشاهدين العرب، لتميزها الروائي من جهة وقوة حبكتها، وتصاعدها الدرامي الشيق، لا يبدو في مسلسل «نور» ما يلفت الانتباه حقا ما خلا طبيعة المكان الذي تدور فيه الأحداث من جهة، أو سريان موجة التقليد الاعتيادية حين يكون إنتاجٌ تلفزيونيّ ما، المحور الذي يجب أن تهتم به العائلة العربية عموما.

السؤال الذي قد يكون مركزيا في تناول ما يعنيه هذا الدخول للمسلسلات التركية لن يكون في تحديد ما إذا كان المسلسل يمثل في سياق من السياقات، محاولة لملء فراغ في الإنتاج التلفزيوني العربي، لكنه يتصل في الدرجة الأولى بما قد يحمله هذا المسلسل من مضامين ثقافية أو اجتماعية أو سياسية تسعى للولوج لعقلية المشاهد العربي وتفكيره.

لا يحمل المسلسل أي ملامح حقيقية لأي من الثيمات الاجتماعية والسياسية في المجتمع التركي، وهو في سياق ما ينقله من أحداث لا يحاول إيضاح أو توضيح أية صورة ثقافية ما، وعلى رغم ضخامة الإنتاح في مستوى الكلفة فإنه لا يقدم للمشاهد أية قضية جدلية سواء على المستوى الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي.

هل يمثل «نور» سقطة مضافة للفراغ الثقافي الذي يعيشه هذا المجتمع؟ أم هو دلالة على تلك الملامح الجديدة للمشاهد العربي التي يجب على شركات الإنتاج العربية أن تهتم بها؟ الذي يبدو مؤكدا، هو أن في كلا النتيجتين «مصيبة».

العدد 2136 - الجمعة 11 يوليو 2008م الموافق 07 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً