في الوقت الذي انطلقت فيه بطولات الدوري لكرة القدم في غالبية أنحاء العالم وهي ترتدي لباس الاحتراف والتطوير والاهتمام، ما زلنا في البحرين ننظر بحسرة وخجل إلى واقعنا الكروي المحلي وننتظر دورينا الذي مازال في غرفة الإنعاش ويبحث عن علاج جذري أشبه بالمعجزة!
ولن نذهب إلى عالم الخيال بالنظر إلى الدوريات الأوروبية، بل سنغازل بأعيننا ما يجري في الدول الخليجية المحيطة وتحديدا قطر والإمارات والسعودية فلعل يأتي يوم نصل فيه إلى نصف مستويات هذه الدوريات. فخلال الاسبوعين الماضيين قرأنا وتابعنا التعاقدات الكبيرة والتغييرات التي شهدتها هذه الدوريات والفعاليات والبرامج التي نفذتها الاتحادات الكروية في هذه الدول وحركت معها الشارعين الاعلامي والجماهيري ليتفاعلا مع مباريات الدوري، بل وشهدت الإمارات تشكيل رابطة خاصة لتنظيم دوري المحترفين، في الوقت الذي بدأت فيه السعودية تحولا تدريجيا بعد اعتماد دوريها ضمن دوري المحترفين الآسيوي.
هناك نرى اهتمام وحرص الجهات الرياضية واتحاد الكرة على كسر حال الجمود والتطوير المستمر، وتُهيأ الأرضية المناسبة والحوافز لجلب الشركات الراعية سواء للمسابقات أو أندية الدوري، في حين مازالت مسابقاتنا المحلية وعلى رأسها الدوري تشكل عبئا ثقيلا الهدف منه تسييره بأية طريقة كانت وبأية صورة، المهم أنه يبدأ وينتهي في كل موسم وعلى البركة!
شخصيا لا أحمل المسئولية الكاملة لتواضع دورينا اتحاد الكرة وحده؛ لأنه يعمل وفق الإمكانات المتوافرة لتسيير الدوري من حيث قلة الملاعب وإمكانات الأندية التي لا تساعد على رفع وتطوير الدوري الذي يسير في حال تدهور وتراجع فني وجماهيري من موسم لآخر.
لكن هناك بعض الأمور التي تحسب على اتحاد الكرة في عدم قدرته على تسيير مسابقاته ولو في حد المعقول، فمثلا ما الدافع وراء تنظيم مباراة كأس السوبر والتي اثبتت تجارب المواسم الثلاثة الأخيرة أنها فاشلة ولا تحقق الهدف من وراء تنظيم هذه المباراة (البطولة) التي تكتسب أهمية ومتابعة كبيرة واحتفالية لباكورة بطولات الموسم لكنها عندنا لا تحمل من السوبر سوى اسمها، ومن شاهد لقاء النجمة والبسيتين أمس الأول تكفيه مشاهدة الصورة المأسوية لأولى البطولات!
ومن الملاحظات أيضا سواء اختيار توقيت إقامة بعض البطولات مثل إقامة كأس ولي العهد المؤجلة في الأيام الأواخر من شهر رمضان المبارك من دون مراعاة الكثير من الأمور الدينية والاجتماعية المرتبطة بهذه الأيام أو الفنية، وبالتالي الانعكاسات السلبية لذلك على وضع كأس ولي العهد! فماذا كان يضير الاتحاد لو قرأ الظروف جيدا وأقام المباريات الثلاث لفترة البطولة بعد عطلة عيد الفطر ليُنجح المسابقة فنيا وجماهيريا واعلاميا.
ومن الملاحظات أيضا عدم قدرة اتحاد الكرة على تحقيق رعاية جيدة مع احدى الشركات، إذ إن تعاقداته مع شركات مختلفة في المواسم الخمسة الأخيرة جاء من دون أن تجد الأندية مردودا ايجابيا، ولا يرى المتابع أي تغيير ملموس على الواقع الكروي، بل تحدث مشكلات مالية وقانونية في اتفاقات الرعاية لدرجة أن كل شركة تأتي تلعن نفسها، وهي ايضا تتحمل مسئولية الفشل الذي يبدو أنه لا يأتي من واقع دراسة وأهداف واضحة للتطوير، وما يقال عن نجاح «شووت» فلأنها كانت أحسن السيئين!
اننا في شر البلية فأصبح دورينا هو (دوري المستضعفين) الذي ينظر بحسرة وخجل وتأمل لما حوله من (دوريات المحترفين)
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2207 - السبت 20 سبتمبر 2008م الموافق 19 رمضان 1429هـ