مرّ الأسبوع الأوّل والثاني والثالث من شهر رمضان وكلّنا كان يترقب الجديد في الأعمال البحرينية الرمضانية ولاسيما بعد البهرجة الإعلامية التي سبقت عرضها والحملة الدعائية لها، بيد أنّ المقولة الشعبية الدارجة فرضت نفسها على تلك الأعمال فصَدقَ مَنْ قال « تي تي مثل ما رحتي جيتي».

ولعلّ المشاهد العادي يلحظ النسخ المكررة من الأعمال البحرينية، ولربما تم تغيير العنوان وإضافة بعض المشاهد وحذف الأخرى في أعمال هذا العام ولاسيما أن الوجوه هي الأخرى تتكرر فيها لدرجة أنْ بات طاقم العمل لكل عمل رمضاني أشبه باللوبي.

المحزن في الأمر بأنّ تلك الأعمال لا تأتي بالجديد فحسب وإنّما تصرّ على حشو أعمالها وتكرار أخطائها وكأنّها تصرّ على عدم التعلم من الدرس الماضي، فمازلنا نرى تناقض الواقع في بعض المسلسلات كالفلل الفارهة، والملابس الجريئة، والشيكات على بياض وآخر موديلات السيّارات والإكسسوارات، وأكاد أجزم بأنّ المتابع لذلك العمل يحسب نفسه في أيّ مكان في الدنيا سوى البحرين.

كما أنّ أسلوب الممثلة المصرية نادية الجندي في البطولات المطلقة لم يكن بمعزل عن ما يقدّم من أعمال بحرينية هذا العام وعلى غرار كل عام.

ولم تكن أعمال أخرى أفضل حال؛ لتضخ قاضياها المكررة والمملة بحبكة ضعيفة وحوار ركيك وأداء ضعيف، وما يثير الغضب هو ذلك « النذر السنوي» في بعض المسلسلات بوجود شخصية تحسب على طائفة معيّنة وتتكلم بلهجتها _ تجاوزا_ وتعطي للمشاهد انطباعا بأنّ مَنْ ينتمون لتلك الطائفة جماعة من الجهّال والهبل والسوقة والفقراء متناسية بأنّ تلك الطائفة فيها حملة الشهادات العليا من المهندسين والمعلمين والصحافيين والأطباء والوزراء والنوّاب وممثلي الشعب البلديين والقادة ومنها الممثلون المتميزون أيضا فضلا عن أن تلك الجماعة تنال في كل عام نصيب الأسد من لوحة شرف المتفوقين ويحظون بتكريم رئيس الوزراء في عيد العلم.

لا يجد المشاهد البحريني جدوى من « جندية « بعض المسلسلات وعدم واقعية المسلسلات الأخرى.

همسة

سطورنا من باب تقويم الاعوجاج لا تصويب السهام جزافا وأملنا من القائمين على تلك الأعمال مراجعة حساباتهم عوضا عن عد العدة والتشمير لتجهيز رد صحافي، الكل يعلم فحواه، ويقينا يفرحنا أنْ نكتب في يوم بأنّ هذا العمل البحريني وذاك من تأليف وإخراج وإنتاج أبناء هذا الوطن كما تحدّثنا سابقا عن أولاد بو جاسم، والبيت العود، وفرجان لوّل، والكلمة الطيبة وغيرها