قال رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، في رسالة وجهها بمناسبة اليوم العالمي للسلام الذي يصادف اليوم (الأحد) «إن هذا اليوم يعد فرصة للمجتمع الدولي من اجل مراجعة النفس وتجديد المواثيق الدولية للقضاء على كل أشكال الصراعات التي تهدد أمن واستقرار العالم». ودعا إلى «التخلي عن سياسة القوة وإلى حل المشكلات الدولية تحل بالوسائل السلمية لا بالقوّة». مؤكدا أن «العالم اليوم بحاجة إلى سلام ورخاء اقتصادي يبعد شبح الحروب والنزاعات المسلحة عن جميع دول العالم».
كما أكد سموه حاجة المجتمع الدولي لصياغة مشروع عالمي مشترك لنشر السلام والقضاء على كافة مصادر التهديد وبؤر التوتر في العالم، وذلك على أساس من احترام الشرعية الدولية والالتزام بالقانون الدولي وقيم العدالة.
وقال « إن تحقيق السلام العالمي لن يتم من خلال سباقات التسلح وإنما من خلال المضي في دعم برامج التنمية التي ستؤدي إلى تحقيق الاستقرار والسلام».
وشدد سموه على أن مشاركة البحرين دول العالم بالاحتفال بهذه المناسبة يعد تعبيرا عن نهج حكيم تتبناه مملكة البحرين بقيادة عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة يقوم على الدعوة من اجل أن يكون السلام والحوار والاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب هو الهدف الأساسي للعلاقات بين الدول.
وقال «إن قضايا الأمن والسلام وحل النزاعات بالطرق السلمية وتغليب الحوار في كافة الخلافات الإقليمية والدولية كانت ولاتزال أحد أهم المبادئ الأساسية التي تحرص عليها مملكة البحرين، وتنادي بها في كل المحافل الدولية إيمانا منها بأن السلام هو المفتاح الرئيسي لأي تقدم ونماء».
وأشار إلى أن مملكة البحرين في دعوتها لإرساء السلام العالمي إنما ترتكز على مجموعة من القيم شكلت الوجدان البحريني والتي تنطلق من أسس الشريعة الإسلامية السمحاء التي تؤكد على السلام، وتشدد على تطبيقه في إطار من العدالة والرحمة والمساواة، وهي التعاليم التي حرصت المملكة أن تضمنها في نصوصها الدستورية ومبادئها القانونية. كما جدد سموه التأكيد أن تحقيق السلام العالمي وضمان استمراره يتطلب تعاونا دوليا وتحركا إيجابيا من أجل نزع أسلحة الدمار الشامل والقضاء على سباق التسلح الدولي وتوجيه النفقات إلى مضمار التنمية البشرية والاقتصادية، والقضاء على الفقر والمجاعة. وقال إن الأمر يستلزم من كافة دول العالم أن تساند وتدعم مختلف الجهود الفردية والجماعية من أجل أن يسود السلام العادل والشامل ربوع العالم وذلك من خلال شراكة دولية تستهدف تحقيق أهداف الألفية الإنمائية وفق رؤية تنموية شاملة.
وأشار إلى أن الترويج لثقافة السلام يجب أن يحظى بالاهتمام وأن يضطلع المجتمع الدولي بدور حاسم في ترويج هذه الثقافة وذلك من خلال برامج عمل منظمة تعمل على تعبئة الموارد بكافة أشكالها من اجل تكريس هذا المبدأ. وان على الأمم المتحدة عدم ادخار أي جهد يتسم بالفعالية في مجال التسوية السلمية للمنازعات وأن تعمل على تحسين قدراتها في ميدان حفظ السلام بكفاءة عالية والنهوض بمسئولياتها في هذا المجال.
وأكد رئيس الوزراء في رسالته أن على المجتمع الدولي أن يحارب الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره لأنه يعد واحدا من اشد الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين. مشددا على ان تحقيق السلام الدولي لا ينفصل عن تحقيق السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط التي تعد إحدى أهم المناطق الحيوية في العالم وذلك يقتضي في المقام الأول حل القضية الفلسطينية بشكل عادل وفقا لمقررات الشرعية الدولية ومنح الشعب الفلسطيني كافة حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة.
كما أكد أن وحدة المصير البشري تدعونا من جديد إلى تبني عالم تنعم فيه الشعوب بالاستقرار والتوافق وتحظى فيه التنمية بمكان الصدارة نظرا للارتباط الوثيق بين التنمية والسلام. معربا عن أمله في أن تضطلع الأسرة الدولية في يوم السلام العالمي بمسئوليتها لخدمة السلام والاستقرار في العالم وان يظل السلام الدولي علامة فارقة في المسيرة الإنسانية.
وفي الختام أكد سموه مجددا على ما تنادي به البحرين من أهمية تضافر الجهود المشتركة في إيجاد مناخ دولي يحقق آمال وطموحات المجتمع الدولي بالعيش بسلام. وقال «إننا نتطلع إلى رؤية عالم يسوده الاستقرار كي تتمكن الشعوب من العيش في عالم ينعم فيه الجميع بالطمأنينة والقبول بالآخر بعيدا عن الكراهية والتعصب»
العدد 2207 - السبت 20 سبتمبر 2008م الموافق 19 رمضان 1429هـ