علمت « الوسط» من مصدر موثوق أمس (السبت) أن المعلمين المصريين الذين استقدمتهم وزارة التربية والتعليم لسد النقص في التعليم الصناعي هم من حملة شهادة الدبلوم العالي ومن خريجي بعض المعاهد وليس لديهم دبلوم تربية، في الوقت الذي يحمل المؤهلون لهذه الوظيفة من البحرينيين بكالوريوس في الهندسة.
في سياق متصل، كشف فتح ملف استقدام 120 معلما مصريا بين ذكور وإناث الأسباب وراء استقالة 60 معلما بحرينيا من إدارة التعليم الفني المهني خلال العامين الماضيين، إذ أوجزها بعضهم بما وصفوه بخنق الإبداع وجمود المناهج وتدني الرواتب ووصول نصابهم الأسبوعي إلى 24 حصة.
الوسط - زينب التاجر
علمت « الوسط» من مصدر موثوق يوم أمس ( السبت) بأنّ المعلمين المصريين الذين استقدمتهم وزارة التربية والتعليم لسد النقص في التعليم الصناعي من حملة شهادة الدبلوم العالي، ومن خريجي بعض المعاهد، وليس لديهم دبلوم تربية، في الوقت الذي يحمل المؤهلون لهذه الوظيفة من البحرينيين بكالوريوس في الهندسة.
وفي سياق ذي صلة، كشف فتح ملف استقدام 120 معلما مصريا بين ذكور وإناث أخيرا الأسباب وراء استقالة 60 معلما بحرينيا من إدارة التعليم الفني والمهني خلال العامين الماضيين، إذ أوجزها عددٌ منهم خلال حديثهم لـ « الوسط» يوم أمس إلى ما وصفوه بخنق الإبداع، وجمود المناهج، وتدني الرواتب، ووصول نصابهم الأسبوعي إلى24 حصة فضلا عن أنّ نصف المعلمين الأوائل في التعليم الصناعي من المصريين.
وفصلوا ظروف توظيفهم من البداية، إذ ذكروا بأنّ الوزارة تعمد لتوظيفهم سنة كاملة على الدرجة الثانية وبراتب لا يتجاوز الـ 290 دينارا ودونما تأمين اجتماعي، وأنّ مَنْ يجتاز الامتحان والمقابلة تعمد الوزارة لتثبيته على الدرجة الثالثة الرتبة الخامسة، ومن لم يجتزها يبقى على الدرجة الثانية الرتبة التاسعة.
ولفتوا بأنّ المعلمين القدامى هم من يعمدون لتقييم الجدد خلال سنتهم التدريبية الأولى، وتقديم الامتحانات لهم والتي غالبا ما تأتي نتيجتها سلبية، معزين ذلك إلى رغبة الإدارة في تمديد فترة عدم تثبيتهم وعملهم ضمن الدرجة الثانية ومن دون تأمين أو امتيازات.
وأضافوا بأنهم طوال سنوات عملهم في إدارة التعليم الفني الصناعي سعوا للمطالبة بالدرجة التخصصية ومعاملتهم كمهندسين لا معلمين على الدرجة التعليمية، مستدركين بالقول إنهم من حملة شهادة البكالوريوس في الوقت الذي يحمل المعلمون المصريون في التعليم الصناعي شهادة الدبلوم العالي.
ولا تقتصر ظروفهم عند هذا الحد، إذ تصل إلى تميّز المستقدمين من المعلمين في التعليم الصناعي بـ 13 راتبا في العام و40 دينارا بحرينيا كبدل مواصلات من المطار لمحل الإقامة وبدل للسكن للأعزب يصل إلى 120 دينارا ويتضاعف للمتزوج، في الوقت الذي يحصل معلمو التعليم الصناعي من البحرينيين على 12 راتبا فقط و 20 دينارا كبدل للمواصلات.
وتابعوا بأنّ وزارة التربية والتعليم سبق أنْ عرضت عليهم 30 دينارا بحرينيا كقيمة لفترة التعليم الصناعي المسائية وما كان منهم سوى الرفض والعمل ضمن نوبات، لافتين إلى أنّ نصاب الحصص لديهم يصل إلى 24 ساعة في الوقت الذي يعد النصاب الطبيعي للحصص لباقي المعلمين 20 ساعة، وأقل.
وفي سياق ذي صلة، أشاروا إلى أنّ الوزارة تفترض لتوظيف البحرينيين في السلك التربوي حصولهم على دبلوم تربية، في الوقت الذي لا تعمد لتدريسهم على حسابها.
ولفتوا إلى أنّ الوزارة تعمد لابتعاث البعض لدورات في جامعات غير قوية وأن المبتعثين غالبا ما يكونوا من القدامى، الأمر الذي يتنافى مع توجهات جلالة ملك البلاد؛ لتجديد الدماء وتجويد قطاع التعليم ومخرجاته والاهتمام بالعنصر البشري.
وتابعوا بأن المبتعثين يبتعثون للدراسة في جامعات مخرجاتها غير قوية ويسند لهم بعدعودتهم مناهج العام الأوّل من التعليم الثانوي.
وفي ما يتعلق بالمناهج فقد وصفوها بالجامدة والقديمة وأنّ إدارة التعليم الصناعي لا تشجّع على الإبداع وتطوير التعليم الصناعي بما يتناسب مع النمو المتسارع الذي تشهده المملكة.
وأكدوا أنّ ظروف استقالتهم لا تتعلق بإلغاء شرط الابتعاث أو حصولهم على وظائف بمردود مادي وامتيازات أفضل فحسب، وإنما راجعة لما وصفوه بسياسة « التطفيش» في الإدارة والجمود في مناهجها وصعوبة التعامل بروتينية في تخصص يستوجب فيه إتاحة أكبر فرصة للإبداع والتجديد، مؤكّدين على أنه يصب على المعلمين في التعليم الصناعي الاستمرار في مثل ظروف هذه البيئة التدريسية غير المريحة.
وعلى صعيد آخر، تتطرقوا إلى صعوبة التعامل مع الفئة التي تدخل التعليم الصناعي، الأمر الذي حدا بهم إلى تشكيل لجنة للتعليم الصناعي لتعديل ظروفهم تتناول جميع جوانب القصور في هذه البيئة المدرسية.
وفي ملف استقدام المعلمين والمعلمات المصريات، نقل شهود عيان لـ « الوسط» بأن العام الماضي شهد انخراط ثلاث مدرّسات بحرينيات؛ لتدريس اللغة الإنجليزية في فترة تدريبية في إحدى المدارس الثانوية في المحافظة الشمالية وكنّ من أفضل المدرّسات بيد أنّ الوزارة لم تعمد لتثبيتهنّ وفي مقابل ذلك استقدمت هذا العام معلّمة مصرية شكت الطالبات من طريقتها في التدريس منذ الأسبوع الأوّل، كما وأنه تم استقدام معلمات في التربية الأسرية وتقرر أنْ يحضرنَ الحصص مع معلمة المادة البحرينية كمستمعات لمدة شهر ونصف قبل أنْ تدرج لهنّ جداول ويحدد نصابهنّ.
جهة محايدة لإعداد امتحانات التوظيف
وفي سياق ذي صلة، طالب العاطلون الجامعيون ذكورا وإناثا وزارة التربية والتعليم ووجّهوا نداءهم لوزيرها ماجد النعيمي باختيار جهة مُحايدة تتصف بالنزاهة، والعدالة، وبعيدة عن الأجندات الخاصة؛ لتقديم امتحانات القبول بين الخريجين البحرينيين الذين استبدلتهم الوزارة بخريجين مصريين لإثبات مَنْ يتصف بالكفاءة والتميز!
يذكر بأنّ وزارة التربية والتعليم استقدمت يوم الأحد في رحلة الساعة السادسة مساء 120 معلما مصريا بين ذكور وإناث للعمل في السلك التربوي في البحرين في تخصص الرياضيات، واللغة الإنجليزية، والتربية الأسرية، واللغة العربية، والتربية الخاصة، بعد أنْ أعلنت في الصحف المصرية، وشبكة المعلومات الإلكترونية، وفي سفارة البحرين بجمهورية مصرالعربية قبل شهر ونصف الشهر عن طلب توظيف معلمين مصريين في وزارة التربية والتعليم البحرينية.
ويُشار إلى أنّه تقدم زهاء الـ500 معلّم ومعلّمة من المصريين لطلب التوظيف وأجروا مقابلات في السفارة البحرينية في القاهرة، وتم وصول الدفعة الأولى والثانية من المقبولين، ويبلغ عدد الدفعة الأولى 63 معلما بين ذكور وإناث، في حين بلغ عدد من وصل في الدفعة الثانية 57 معلما ومعلمة وأنّ نسبة الإناث تفوق الذكور فيهما.
هذا وقد خصصت الوزارة مواصلات تقلّهم من مطار البحرين الدولي وتنقلهم لأحد الفنادق في الجفير، وفتح حسابات مصرفية للدفعة الأولى منهم.
ومن جانبها بررت وزارة التربية والتعليم ذلك بحاجتها لسد النقص الحاصل جراء استقالة 60 معلما بحرينيا في التعليم الصناعي، في الوقت الذي فنّد شهود عيان في مدارس المملكة ذلك بعد أنْ توافدت المعلمات المصريات خلال الأيام القليلة الماضية لمواقعهنّ للعمل في عدد من المدارس الحكومية
العدد 2207 - السبت 20 سبتمبر 2008م الموافق 19 رمضان 1429هـ
