في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء الماضي وردنا هذا النبأ: «تم إحباط محاولة تفجير بوابة مدرسة سماهيج الابتدائية للبنين صباح أمس (الأربعاء) الموافق 17/9/2008، حيث عمد مجهولون إلى وضع اسطوانة غاز عند مدخل المدرسة داخل إطار سيارة مشتعل بقصد تفجير بوابة المدرسة وإدخال الهلع في نفوس الطلبة والتشويش على اليوم الدراسي».
هذا ما صرحت به مديرة إدارة العلاقات العامة والإعلام بوزارة التربية والتعليم وداد الموسوي، وما نقلته وكالة أنباء البحرين، وما تناقلته وكالات الأنباء والرسائل النصية SMS.
وبعده بساعات أرسلت وزارة الداخلية تكذيبا لذلك الخبر، إذ نفى مدير عام مديرية شرطة محافظة المحرق ما تناولته بعض وكالات الأنباء بشأن إحباط عملية تفجير إحدى المدارس بمحافظة المحرق، موضحا أن الأمر لا يتعدى سوى حريق في حاوية للقمامة بالقرب من سور إحدى المدارس.
كيف يمكن للقارئ البحريني أن يقرأ الخبر الوارد من وزارة التربية والتعليم؟ هل في هذه الجهة التربوية التعليمية من يعلم ما هي خطورة استخدام هذه الكلمات كـ «إحباط»، «تفجير»، «إدخال الهلع» في رسالتها الإعلامية على الطلبة وأولياء الأمور؟
قد لا تعي الأستاذة الفاضلة وداد الموسوي خطورة استخدام هذه الألفاظ في الوسائل الإعلامية وبالخصوص في بلد ينعم بالأمن والأمان، وكم لهذه الكلمات من آثار جانبية على مختلف الأصعدة، وبالخصوص على فئة المخاطبين في الوزارة وهم الأطفال وأولياء أمورهم، وما قد تخلقه تلك الكلمات من خوف وقلق.
عندما نتحدث عن مفهوم «إحباط محاولة تفجير» فإننا نتحول بذلك المفهوم من البحرين إلى العراق أو أفغانستان أو الجزائر أو غيرها من البلدان التي لا تنعم بالأمن والأمان والتي تشهد بصفة متكررة هذه الحوادث، إلا أننا في هذا البلد لم نسمع أبدا منذ أن خلقنا أن هناك محاولات تفجير في أي مكان حدثت.
أعتقد أن من أعد خبر وزارة التربية والتعليم أنغمس في الحدث وكأنه يشاهد أحد الأفلام الهندية، ولم ينقل الحادث الذي وقع بحيادية ومصداقية، فوزارة التربية والتعليم كانت تتحدث عن أضرار جسيمة جدا لو وقع الانفجار، لولا تدخل رجال الأمن والسيطرة عليه قبل وقوعه، بينما وزارة الداخلية تحدثت عن حريق في قمامة فمن نصدق؟
وزارة التربية والتعليم بالغت وهوّلت من الحادث الاعتيادي والذي يحدث في أي مكان وهي جريمة ولكنها لا تتعدى كونها حادثا عرضيا من أطفال حرقوا قمامة وإن كانت بها أسطوانة غاز وليس «تفجير مدرسة»، والفارق كبير جدا بين الأمرين.
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 2206 - الجمعة 19 سبتمبر 2008م الموافق 18 رمضان 1429هـ