العدد 2203 - الثلثاء 16 سبتمبر 2008م الموافق 15 رمضان 1429هـ

أين الأندية الفقيرة من الخريطة ؟

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

مع بزوغ العام 2008، عادت أمانينا وتطلعاتنا لتطفو على السطح مليئة بالشجون والأحزان والأفراح، إذ تكثر الأماني مع دخولنا لكلّ عام جديد على رغم ضآلة آمال تحقيقها وسط الأوضاع الحالية السلبية التي تعيشها الرياضة البحرينية، ونحن الآن في أواخر العام.

إحدى تلك الأماني هو أنْ تصدق المؤسسة العامة للشباب والرياضة فيما تقوله عبر صفحات الجرائد ووسائل الإعلام، ليس في شيء معيّن وإنما في كل الأمور التي تهم الرياضة وتكون فيه المؤسسة المسئول الأوّل المعنيّ بالأمر.

من هذه الأمور التي ندعو أنْ تكون فيها أحاديث المسئولين بالمؤسسة صادقة وهي حقيقة أندية الدمج والمنشآت الرياضية التي خرجت علينا بها المؤسسة قبل سنوات ونحن الآن وبعد سنوات ليست قليلة من إقرار واعتماد بناء الأندية النموذجية لكل من يساهم بشكل قوي في رقي الرياضة في البحرين وذلك عبر النظام المستحدث للأندية حينها وهو «الدمج»، لكن وبعد سنوات نجد أن المؤسسة تتنصل من مسئولياتها التي يفرضها عليها القانون بحكم كونها الجهة المعنية بالرياضة، وثانيا تراها تتهرب من أقوال مسئوليها وضماناتهم للأندية المعنية بالأمر من أنّ أنديتهم مازالت تحت المشروع المسمّى بالأندية النموذجية.

من يرى كلّ ذلك ويكون على تصور تام سيجد أنّ أمر الأندية النموذجية قد انتهى بانتهاء البناء في ناديي الرفاع والشباب، ولولا كون نادي النجمة أحد الأندية الكبيرة في البحرين وصاحب شخصيات كبيرة في الشأن الرياضي، لكنّا على أبواب غلق ملف يسمّى «الأندية النموذجية» إذا ما كنّا نتوقع إغلاقه في الأساس.

لا نخفي فرحتنا بقيام المؤسسة بالافتتاح الرسمي لمدينة خليفة الرياضية واقتراب بناء الصالات المغلقة في الكثير من الأندية وحتى بناء استاد الريف على رغم أن النادي لا يشارك في مسابقة كرة القدم وليس في عضوية الاتحاد البحريني لكرة القدم، إلا أن أندية لا زالت منسية « وربما سقطت سهوا سعت لإنجاح العملية التجميلية للرياضة في البحرين، غير أنها تحارب وكأنها هي من بادرت بطلب عملية الإصلاح، وليس من يتنصل الآن.

يا ترى عندما وضعت المؤسسة العامّة البنود التي وزعت على الأندية السابقة قبل دمجها، ألم تكن تعرف الكلفة المادية التي سيكلفها أمر بناء كلّ هذه الأندية، إذا ما عرفنا بأنّ دولة كالبحرين تملك القدرة على بناء كلّ هذه الأندية وباعتقادي بسهولة ويسر، إذ لا ينقصنا أيّ شيء لنصبح كدولة قطر مثلا والتي أمست أحدى البلدان النامية المتطوّرة في الرياضة بسبب الضخ المادي غير المحدود والمتوازن والصحيح، ولا سيما إن البحرين تعد من الدول الاقتصادية والبترولية الكبيرة القادرة على دعم مشاريعها الكبيرة، ولكن بشي من الفن والتكتيك.

شخصيا أتوقع أنْ لا تحظى هذه الأندية الفقيرة بأيّ مجال للمساعدة على رغم الوعود التي يتلقونها يوما بعد يوم، وشهرا بعد شهر، حتى باتت إداراتها تعمل وحدها في البحث عن بنّاء يبني لها ملعبا مزروعا بالعشب الطبيعي أو حتى الصناعي تبعدهم قليلا من الإصابات التي تجلبها الساحات الرملية، وصالة تقيهم قساوة البرد والأمطار التي لا ترحم في البحرين، لكن في الوقت الذي تسعى فيها هذه الأندية لبناء أنديتها بطرقها الخاصة فإنّ موانع أخرى تكون في الطريق وهذا ما لا يطاق.

في اعتقادي، فإنّ على الأندية الباقية على خريطة وعود المؤسسة أنْ تسلم بأنه لا مجال لبناء أنديتها النموذجية، وأن تفكّر في الطريقة المثلى لترقيع ملاعبها الحالية بزيادة مثلا «الغبار» على الملاعب الرملية ورشه بالماء، ووضع حلول جذرية لمشاكلها ونسيان موضوع الأندية النموذجية

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2203 - الثلثاء 16 سبتمبر 2008م الموافق 15 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً