نشرت صحيفة «الاندبندنت» في عددها الصادر أمس مقالا يتحدث عن موضوع انتخاب زعامة جديدة لحزب كاديما الإسرائيلي، والتنافس بين وزيرة الخارجية الحالية تسيبي ليفني، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز.
كاتب المقال اختار عنوانا مثيرا وهو «الجاسوسة التي ستصبح رئيسة للوزراء» في إشارة إلى ليفني التي تقوم بحملة دعائية تمهيدا لخوضها غمار انتخابات زعامة حزب « كاديما» أمام منافسها موفاز، إلا أن احتمال وصولها إلى رئاسة الوزراء كأول إسرائيلية تصل إلى هذا المنصب منذ غولدا مائير، أمر وجده الكاتب غير مستبعد، وإذا لم تصل ليفني إلى زعامة الحزب (ثم رئاسة الوزراء خلفا لإيهود أولمرت الذي قضت عليه الفضائح المالية سياسيا) فلربما يصل حزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو إلى السلطة.
غير أن موفاز له أيضا مزاياه أمام الناخبين حسبما يرى كاتب المقال، فهو يمكن أن يعيد الثقة المفقودة بين الإسرائيليين منذ حرب لبنان الأخيرة، ففوزه قد يكون بمثابة عودة العسكر إلى تولي سلطة «إسرائيل»، بعد أن أثبتت حكومة يقودها مدني (أولمرت) بأنها ضعيفة لم تستطع أن تواجه الموقف أمام انهمار صواريخ حزب الله اللبناني على شمال «إسرائيل».
أما تسيبي ليفني التي عملت في الموساد أيام شبابها، كانت تنتمي إلى حزب الليكود، لكنها خففت من معتقداتها السياسية وأصبحت تؤمن بحل يقوم على دولتين فلسطينية وإسرائيلية، لكنها ليست على استعداد لقبول عودة اللاجئين الفلسطينيين، كما سبق وأن انتقدت اولمرت على إبدائه الاستعداد للدخول في مفاوضات مع سورية قبل أن «تعلن دمشق التخلي عن دعمها للمنظمات إرهابية».
وينقل الكاتب عن بعض الشخصيات الفلسطينية ميلها إلى أن تفوز ليفني برئاسة الوزراء بسبب ما يرونه من «نظافة يدها وكونها أيضا امرأة وهو ما يعني التغيير»، والسبب الثاني يعود إلى أن موفاز كان قد صرح خلال الانتفاضة الثانية بأنه على استعداد لقبول «70 قتيلا فلسطينيا يوميا»، أي أنه يعتبر في نظر الفلسطينيين من المتشددين في حزب كاديما، وهو لذلك قد لا يكون مناسبا لفترة الصفقات المقبلة.
ونحن نرى أن ساحة السياسة في مختلف البلدان في تزايد من جانب النساء اللاتي يرغبن في لعب دور اكبر على مستوى رئاسة الحزب أو مسلك زمام السلطة وهو ما يعبر عن حال التطور للحراك السياسي، وهذه النظرة النسوية لا تعني الموافقة على سياسات الجاسوسة التي قد تصبح رئيسة وزراء «إسرائيل»، فهي (ليفني) وجدت أن هذا الوقت بالذات مناسب لطرح نفسها لخوض التجربة، وهو ما يضعها في صف النساء اللاتي اشتهرن في الفترة الأخيرة لخوضهن غمار السياسية والقيادة
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2203 - الثلثاء 16 سبتمبر 2008م الموافق 15 رمضان 1429هـ